النشيد الأولأنا لست أدري كيف يأسُرني الندى لمّا تجيءُفتنحني سحبٌ وأنواءٌ على عمري وينهمرُ المطرْأنا لستُ أدري كيف صرتَ بعالمي ورداً خرافياًيرشّ عبيرَه فوقَ المساكبِ والشجرْأنا كلُّ ما أدريهِ أنكَكنتَ في حلمي البهاءَ المنتظرْرتبْتَ أوراقَ الهوى ونثرتَها في كلِّ منعطفٍوأغويتَ القمرْ..حتى إذا دلَّى إليكَ خيوطَهُ فكتبتَها تعويذةًصعدَ الضياءُ إلى دميوهمَتْ بأعماقي منَ الغيبِ الصورْ..أنا يا صديقَ العمرِ لم أطوِ القصائدَ.. لاولا أخرجتُ وجهَكَ من أناشيدي المضيئةكحلاً حملتُكَ بين أهدابي..وأغمضْتُ العيونَ على رؤى الأمسِ البريئةْ..أيام كنتَ ترشّ عطرَك فوقَ أوراقيوتوقدُ في دمي سحباً دفيئةْفأصيرُ بين يديكَ أغنيةً وغابةَ أقحوانْوأغذُّ أشواقي إليك صغيرةً حمقاءَتيّمَها تألقُ ناظريككم مرةٍ أغفَتْ وقد نسيَتْ ضفائرَهاتنامُ على ضلوعِكَ أو يديكْ!أذكرتْها؟أم أنَّ ميراثَ العذابِ وسرّهُمازالَ مُحتملاً لديكْ؟أطلقْ عصافيرَ الهوىوانثُرْ لها من قمحِ قلبكَ قبضةً..أو عشبةً بريةً كي تبتدي أغصانَهاوترفُّ في ولهٍ ربيعيٍّ –إذا طربَتْ- عليكْ..أنا لستُ أدري كيفَ يأسرُني الندى..أنا.. كلّ ما أدريهِ أن حبَّك قاتليمنذ ابتدأتُ إلى مدائنكَ.. السفرْأدمنتُ حبك.. لست أنكرُغيرَ أنّي عندما أدركتُ أنك تبتغينيفكرةً أو دميةًألقيتُ قيدي.. وانطلقتُإلى المدى الممتدِّ بين طفولتيوتورّدِ الرّمان في وطنيوأشهرْتُ العواصفَفوق أشرعةِ السفرْ- النشيد الثاني-أنا لست أدري كيفتأسرُني تفاصيلُ البلادِ وأهلِهاأو كيف تحملني مضاربُهم إلى زمنِ الغناءِفأنثني نحوَ اخضرارِ قصائدي الأولىوأبحثُ في الفصولِ الحمرِ عن وردٍتبعثرُه الجراحُعلى تخومِ القلبِ مرتحلاً إلى نزفٍ حنونٍ دافئٍكالأرضِ.. إنْ مدّتْ إليها غيمةٌ أزهارَهاسكرتْ بها..وتضرَّجتْ وتبرّجَت وتأرَّجتْوتفتحتْ قبَلاًتخبئُها شفاهُ الأرجوانْيا أيّها الوطنُ المرافئُ والمدائنُوالحدائقُ والحرائقُ والجنانْحتامَ يُتعِبُكَ الرِّهانْ؟حتام ترسمُكَ القصائدُ بينَ أسئلةِ المدى؟وأنا أنادي والصدى يرتدُ..يتبعُهُ الصدى:يا أنتَ.. يا وطنَ القيامةِ والشهامةِ والفداعُدْ بي إلى زمنٍ يعلقُ حاضري في ملتقى مطرينِمن ماءِ السماءِ ومن دماءِ الواقفينَعلى تخومِ الأرضِ كالأشجار ينتظرونَ بعثاًكي يعودوا مرةً أخرى وينهمرواعلى حدّ الرجولةِ والبطولةِ.. والندىهي ذي مياهُ الرافدينِ تعمّدُ الشجرَ الجميلَبسورةِ الحنّاء والفجرِ الخضيلْهي ذي قوافلُنا تعودُ الآنَ من تيهٍ طويلْوتفضُّ أحزانَ النخيلْوأنا أعُدُّ سيوفَ منْ عادواوألقوا ما تبقى من غبارٍ التيهِ محموماًعلى جرحٍ توزّعُهُ المواجعُ بين أغنيتينِ وامرأةٍتزغردُ كلما رجعَتْ بها الذكرى إلى تغريبةٍقصَّت جذورَ الرملِ وانطلقتْ ترودُ المستحيلْوبنو هلال أغمدوا ترحالَهموالرمحُ في صدرِ القتيلْيا أيها الوطنُ الجميلْالريحُ تلتهمُ الحجارةَ والسيوفْلا عشبَ بينَ الماء والذكرى ولا حلمٌ يطوفْفالأرضُ تقترِفُ احتمالَ قيامةٍ أخرىويؤرقُها التوجعُ والعويلْوتكادُ تصرخُ:أيها المنذورُ أضحيةً لهذي الأمة الشلاءِ..إنّ ثمارَ منْ تهوى غدَتْ شهّاءَدانيةَ القطوفْ..تدعوكَ.. عجّلْ بالرحيلْ-النشيد الثالث-آتٍ أنا..ينهلُّ صوتُكَ في مساءاتِ الندامىكلُّ الأحبة ودّعوا أنخابَهمعبروا على جسرِ الدماءِ إلى نهاياتِ الألقْصاروا قصائدَ في فضاءاتِ العبقْوتزمَّلوا أحلامَهم بيضاءَ سابغةَ الشفقْوجذى القناديلِ الشغوفةِ أطفأتْ ألوانَهاوتسربلتْ بسنا الطفولةِ والنبوءةِ والورقْماذا لو أنّا لا نُحِبُّ ولا نحاربُ في ميادينِ الورقْماذا لو أنا لا نهوِّمُ في سماءٍ منْ عبيرٍثم نسقطُ بينَ أسئلةِ الأرقْ ؟آتٍ أنا..تتبرعَمُ الصرخاتُ فوقَ جراحِ أطفالٍِ تنادَواللنهوضِ إلى صباحاتِ التوردِ والبراءةْكم شدَّهُم شوقٌ إلى عمرِ المدارسِ والقراءةْكم أورقوا.. كم أشرقواكم أسرفوا برؤىً مضاءةْوتناثروا.. بينَ التوهجِ والفجاءةْآتٍ أنا.. لم تأتِكلّ الأغنياتِ ترمَّدتْكلُّ العصافيرِ الصغيرةِ مزقَت أصواتَهاوتمزّقتْورمى المُغني في انكسارِ الرملِ مُحتَضَراًحُداءهْ..لم يبقَ وقتٌ للرهانِ على البنفسجِ والطفولةْلم يبْقَ وقتٌ للبكاءِ على نَسيسِ الروحِفي مهوى جديلة..فلمنْ ألمُّ دمي وأطلقُ أمنياتي؟!لا الحلمُ ينقدُ ما تبقى من عبيرِ الأمسِلا مطرٌ يبرعمُ ذكرياتيهل كان حبي لاخضرارِ الأرضِ بعضَ المستحيلْ؟أم كانَ إيغالُ التأرّجِ في شرايينيبقيةَ كذبةٍ صدقتُها عمراً فصارتْمشتهى قدري حياتي؟أنا كم منحْتُ الحلمَ أغنيتي وَذاتيولكمْ جعلتُ القلبَ مهداً للمحبةِ والصلاةِآتٍ أنا.. لم تأتِلكنّ المدينةَ أشرعَتْ أبوابَهالصدى ربيعِكَ وهو يهمِسُ ذاتَ ثلجٍسوف آتيسوف آتيسوف آتي
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.