ذلك الياسمين - محفوظ فرج

ذلك الياسمين
 
أغلبُ الظَّنِّ أنه متصابي
ذلكَ الياسمينُ حينَ خلا بي
 
دلَّني كيفَ زَلْزَلَ الجذرُ فيه
لَيِّنَ الطينِ في غُصَيْنٍ محابِ
 
لدلالٍ بجنبِهِ يتثنّى
أهيفُ الخصرِ في الجمال مرابِ
 
وحكى لي عن نور إذ لامَسَتْهُ
حينما مالَ قدُّها باقترابِ
 
هو يشتاقُها لأن لماها
هام فيه التُّوَيْج في كل غابِ
 
واستساغ الرحيقَ في الكُمِّ نحلٌ
فانتشى بالعبيرِ دونَ شرابِ
 
قيلَ يا أيُّها الندى فوقَ خَدِّ
الوردِ كنْ صادقاً بِرَدِّ الجوابِ
 
مَنْ أتى فيكَ ها هنا ؟ قال نورٌ
كنتُ التَفُّ حَوْلَها بانسيابِ
 
فأتَتْ للورود تبعثُ فيها
عَبَقَ الحب والجمالُ خطابي
 
فوجدتُ البياضَ أجملَ مأوى
لنقائي فصار لي محرابي
 
إنْ تَعَمَّدتُ بالشذى فهو أيضاً
بمياهي مُعَمَّدٌ من ترابي
© 2024 - موقع الشعر