غادرني الأحباب - محفوظ فرج

غادرني الأحباب
——————-
 
غادرني الأحباب
إلا بعضاً من صورٍ ما زالتْ تحيا
فيَّ وأمرحُ بين جنائنها
القِدّاحُ المُتَدَلّي وهو يلامسُ
رأسي منثوراً
في دائرةِ المنزل
وظلالُ النخلةِ يسّاقَطُ منها
التمرُ الزهديُّ
يُمَهِّدُ لي كيفَ تمورُ خيالاتي بالأشعار
وطريقٌ تِذهِلُني الحوريّاتُ
برمشِ العينِ الواصلِ خطَّ الحاجبِ
حينَ أغادرُ بيتي نحوَ الاعدادية
قربَ مآثر أجدادي
في المئذنةِ الملويّة
كمْ أربكتِ الخطواتِ على دربي
عابرةٌ كالرمحِ الشاميِّ بعباءتِها
عَبَقُ العِفَّةِ يتْبَعُ وقعَ خطاها
حتى تدخلَ بابَ المعهدِ
غادرني الأحبابُ
لم يبقَ سوى تيّارِ نسيم السدةِ يوميّا
يَلْتَمُّ على نفسِه
يجمعُ رائحةَ الشُّمّامِ برائحةِ السِّعْدِ
المجتثِّ من الأعراقِ
ويدخلُ بابَ السور
يلقي في أحضانِ محلتنا
برداً وسلاماً يحملُ غَزَلَ العذريينَ
ورذاذاً تَمْخَرُهُ ( أبلام )
الشعراءِ العباسيينَ الكُتّابِ
غادرني الأحباب
د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر