الهوى ها هناك - محفوظ فرج

الهوى ها هناك حلم جميل
——————————-

لِتَكوني نسيمَ دجلةَ يسري
مُستهاماً بشارعِ الشَوّافِ

يُنعِشُ الروحَ من تواترِ صفوٍ
ونداهُ بردُ على المُصطافِ

ويجوبُ الصباح في بابِ سورٍ
بعليلٍ للعاشقين مُشافِ

تَتمَنّاهُ في انتشاءٍ تُروّي-
هِ فتاةٌ منها بعطرٍ مُدافِ

وإذا فيهِ يُسكِرُ الطيرَ في الغُصْ-
نِ وراءَ الأوراقِ نشوانَ غافِ

و هناكَ النارنجُ ينْهمرُ القِدْ-
داحُ منه نديفهُ بارتجافِ

حينَ تكويهِ سمرةُ الخدِّ فيها
بحنانٍ لكلِّ داءٍ مُعافِ

ولقدْ لَفَّ في الزقاقِ شذاها
فأعادتْ ليَ الصبا من مَنافِ

فهيَ في ( دِهْدِوانَةٍ ) خَطفَتْني
بلحاظ شقت رؤاها شغافي

وَسقَتْني معسولَ صوتٍ رقيقٍ
ذاقَه مسَمْعي بأحْلى هتافِ

قلتُ : قولي أيا حبيبةَ روحي
ثانياً ثالثاً وباسْتِلْطافِ

مثلما كنتِ سابقاً تلفظيها
حبُّنا في الزمانِ حَيٌّ وخافٍ

غيرَ أنَّ المكانَ ليسَ سوى
مهدِ شبابٍ شجونه في عفافِ

إنْ يَكنْ معهدٌ توارى وغابتْ
عن ذراهُ ملامحٌ باعتسافِ

لم يزلْ نابضاً فؤداي على وَقْ-
عِ الخطى منكِ إن مررتِ خلافي

حينَ يبدو الحياءُ ما بينَ عينيْ-
كِ وزمِّ الشفاهِ من إلحافي

أتوارى في لحظةٍ عنكِ إن كا-
نتْ جواري منافذٌ لانعطافِ

الهوى ها هناكَ حلمٌ جميلٌ
ما بإمكانِنا له من تجافِ

د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر