لفظته الأرض - أحمد علي سليمان

لفظته الأجداثُ لفظاً مُبيرا؟
أم أبى الجثمانُ المُسَجّى القبورا؟

قصة تُزري بالخيال ، وتسْبي
كل عقل ، والذكرَ والتفكيرا

في (الصحيح) ، ليست عُصارة فكر
كي تقولوا: قيلتْ رياءً وزورا

أو تقولوا: سيقتْ بغير دليل
واستمرّتْ تُروى اعتباطاً دُهورا

كيف يُلقي القبرُ الدفينَ انتقاماً؟
إن هذا أمرٌ يَؤز الشعورا

أي قبر قد ضاق ذرعاً بمَيْتٍ؟
احْكِ لي مِن أشباه هذا نظيرا

دونك التاريخ الذي لا يُداجي
والعقولُ حتماً تقيسُ الأمورا

قلتُ: كلا ، لمّا تُصيبوا بتاتاً
وافتريتم ما يستثير الضميرا

أسلمَ العبدُ ، فيم حَبْكُ التجني؟
والأغاليط كم تذرّ الشرورا

والأكاذيبُ كم تسوقُ البلايا
نحو عبدٍ حتى يلوك الثبورا

آمنَ العبدُ - بالمليك - إلهاً
وبدين الإسلام ديناً مُنيرا

والنبيِّ المختارِ (أحمدَ) قطعاً
شاهداً ثم مُنذراً وبشيرا

ورسولاً للعالمين جميعاً
للحيارى يهدي الهُدى والنورا

فلماذا بعد الصعود التردي؟
كيف يغدو الحُر الطليقُ أسيرا؟

خصّك المولى بالضياء لترقى
فلماذا تستعذبُ الدَيجورا؟

كيف تهجو نبينا يا وضيعا؟
هل وضيعٌ يهجو البشيرَ النذيرا؟

هل تساوَى عبدٌ حقيرٌ ومَلْكٌ
كي نرى صُعلوكاً يُلاحي الأميرا؟

كيف تهذي لكي تذمّ نبياً؟
إن لفظ الدعوى يفوقُ الصخورا

ثم مِت ، والمنتهى فرضُ عَين
فإذا اللحدُ يَلفِظ المقبورا

قائلاً: مُرتدٌ ، خذوه بعيداً
لستُ أهوى هذا الخؤونَ الكفورا

إنني - عن إيوائه - لستُ أرضى
وبذا أرضيتُ اللطيفَ الخبيرا

© 2024 - موقع الشعر