عنوسة مع سبق الإصرار والترصد! (حدثني من أثق في كلامه أن امرأة جميلة (ولا يجوز في ديننا وصف النساء ، لكنه هنا لا يعرِّف بامرأة معينة معروفة للسامعين ، فليتنبه إلى أن في الأمر سعة!) هذه المرأة عرض عليها زوجها أن يتزوج من أخرى صالحة. فقالت: إن لي أهلاً هم أبي وثلاثة إخوة. ألحقني بهم وعش كيف شئت: فأخذ يحذرها من سوء العاقبة ، ولكن دون جدوى. فطلقها بناء على طلبها ، وتزوج. ولحقت الأولى بأهلها. وبعد عشرة أيام توفي أبوها وإخوتها الثلاثة في حادث مروع. وبقيت وحدها وأنْ ورثت الكثير ، حيث كانت الوريثة الوحيدة. فهل أغنى عنها المال شيئاً؟ وهل أبدلها من ضيق فرجاً ، ومن خوف أمناً ، ومن حزن فرحاً؟ بالطبع ، لا. ناهيك عن الخطاب الذين تزاحموا على بابها وقد أتوا من كل صوب وحدب. وجُلهم يريد الزواج منها إما لجمالها ، فهي جميلة ، وإما لغِناها فهي غنية. وأحست هذه الموفقة العبقرية بمدى المخاطر التي تتهددها ، فاختارت الرجوع إلى زوجها ، ولو أن تعيش مع ضرّة لها أفضل من هؤلاء المغرضين ، فراحت ترسل الرسل لتعيش في بيتها مع زوجها قبل أن تنقضي عِدتها ، وتمنت لو لم تفعل ما فعلت. ومن هذا المنطلق كانت هذه المجموعة الشعرية

© 2024 - موقع الشعر