يا أرض أندلسُ فداكِ بيانيعف المقاصد ناصع التبيانِشعر رطيب اللفظ مِعطارُ السناوتفوقُ فحواهُ شذى الريحانيُزكي المشاعر ، في قوافيه الصدىورموزهُ - للمعجبين - حَوانوثماره - لمن اشتهاها - أزلفتْوخيوره - للراغبين - دَوانشعرٌ شدتْ أجراسُه مُلتاعةحيرانة الإيقاع والألحانبدمي نقشتُ حروفهُ وطيوفهُوسعيتُ - فوق الشوك - والسعدانورسمتُ تجربتي مَعيناً صافياًلمن استقى من زمرة الندمانلم أدخر - من ساح عمريَ - مَعلماًبل جُدت بالتذكير كالفيضانأرسلتُ نصّي للبرايا مُخلصاًومَزجته بحلاة الإيمانوكتبتُ عن نفسي وعمّا نالنيوالشعر كان وسيلتي وبيانيوذكرتُ آلام الكسيرة أمتيورددتُ عنها - كم – عتيَّ طِعانوطعنتُ - كم - من شبهة شرقتْ بهافي غير وادٍ ألسُنُ العُبدانوأقمتُ - كم - من حُجة قد عُمِّيتُفي عالم التطويع والخذلانلأعيد حقاً ، غاصبوه تفرعنواوتذرَّعوا بعبادة الأوثانولكم بكيتُ ممالك الإسلام فيدنيا القريض بدمعيَ الهَتانورثيتُ مجداً جُندلتْ أركانُهفاليومَ مَن للمجد والأركان؟وطفقتُ أهتفُ بالديار ، ترفعِيفلقد بُليتِ بذلةٍ وهوانولبستِ – للهيجاء - لامَة فارسوالدار تسحق همة الفرسانوظللتُ أوسِع مَن تقاعس لائذاًبالأمنيات وصولة الهذيانونقدتُ واقعنا المعاصر منصفاًمتمسكاً بشريعة الرحمنمستصحباً حُكم المليك ، ورافعاًعَلمَ النزاهة في سما الميدانومُعوّذاً قلبي بربيَ مخبتاًوعلى المهيمن وحده تُكلانيأدلي بأصدق مَلحظٍ وشهادةٍونصيحةٍ في السر والإعلانيا أرض أندلس مصابُكِ هزنيواجتاح عاطفتي ، ورجّ كيانيواغتال إحساسي بغير جريرةوأصاب مني الجسم باليرقانورمى - بحربته - برئ مشاعريوالقلب عانى شدة الخفقانما إن سمعتُ بما جرى ، وقرأتُهولمستُ من وحشية العُدوانحتى بكيتُ ، وراعَني فرط البكاوالدمع قرَّح نضرة الأجفانإذ أنتِ - في هذي الديار - منارةتُزجي الضياء على مدى الأزمانياقوتة - بين اللآلئ - تزدهيفي جيدها الوسنان عقدُ جُمانوكأنها - بين الخلائق - غادةتُزري - بما في الأرض - من نسوانتختال بين الغِيد ، تنشر حُسنهاوالتاجُ - فوق الرأس - من مَرجاننعْمَ الجمالُ ونعْم مَن تزهو بهفلأنتِ - صدقاً - دُرة البُلدانوطبيعة خلابة ، تسبي النهاأمستْ تدِل بحُسنها الفتانوالماءُ منسابٌ على جنباتهاينجاب بين الدوح والأفنانهذي الجنان يفوح عطراً جوُّهاوربوعُها تحيا بفيض أمانأرض حباها ربها كل البهاوتفوق في الإبداع كل مكانفيها الجداولُ تحتفي بمُروجهاوجمالها متنوعُ الألوانوجبالها ذهبٌ ، صفا لمعانهوبريق هذي الأرض في الكثبانحدِّثْ ولا حرج عن الخيرات فيهذي الديار وروعة البُنيانكم قصَّد الشعراءُ في حُسن الرباوطلاوة الأصقاع والخلجانوكذاك صاغ الكاتبون نعيمهاسحراً حوى - كم - صورة ومغانكم صَورتْ أقلامُهم نسماتهاوهواءها الميَّاد في الوديانوالشعر أبرز حُسنها وجمالهافاستقرئ الأشعار في الديوانواستنبئ التاريخ عن أمجادهاوتراثها وأصالة العمرانيُنبيك عن عز وفحوى مَحتدٍوعمارةٍ في غاية الإتقانيا أرض أندلس ، رثاؤك دامعٌوالمجدُ - من خلف الثغور - دعانيمجد الحضارة والشريعة والتقىهذان - في الدنيا - هما المَجدانوالعلم والأدب الرفيع دِعامةوهما لعُملة مجدنا صِنوانوسلي إذا شئتِ (الأماليَ) كي ترَيْمجداً ثوى في عالم النسيانوأبو علي فيه أعمل فكرهُحتى غدا في العلم كالصفوانسِفرٌ أباد حوالكاً ودياجراًوتميَّز (القاليُّ) بالرجحانوسلي (الفصوص) وما حوت صفحاتهاوأبو العلاء بعلمه أغرانيحتى رأيتُ من (الفصوص) أشعةوبريقها بين السطور غزانيوتفرَّد (العقد الفريد) بميزةتسبي العقول بنورها الريانوسما (ابن عبد الرب) مِن بين الورىبالعلم يقتل ظلمة الأكوانوسلي (الشريشيِّ) الذي مسح المدىلمَّا يدعْ - في الأرض - أي مَغانومضى مع (الليثيِّ) في الترحال لميتركْ - بأرض الله - من قيعانوالناصر المغوار قد أرسى العُرىوعلى العِدا قد كان ذا صوَلانقد كان - في الهيجاء - خير مقاتليهوى الطعان ، وفي اليمين يمانيكم لقن الأعداء درساً شافياًوالموتُ أضحى من نصيب الجانيخصمان كم زكتِ المعاركُ بينهموالحق أنْ لم يستو الخصمانخصمٌ يجاهد في المليك وشرعهفله جنانُ الخلد والرضوانوعلى النقيض هناك خصمٌ كافرٌولسوف يَخلد في لظى النيرانوالناصر الفذ الأديب أرادهامحكومة بشريعة القرآنلم يستعر قانون من عبدوا الهوىأنعم بحامي الحق من سلطانوأقام مكتبة على أرحابهاحتى تقدّم علمها الربانيوأبو البقاء رَثا الممالك باكياًورِثا الممالك من سنا العرفانهو خط في (نونية) بدموعهوالشعرِ ، ما يُبكي جوى الإنسانهي من عيون الشعر ، تُطرب أهلهوتكون - للمكروب - كالسلوانإذ نوَّع (الرَنديُّ) إيحاءاتهاوالنقدُ جلى روعة البرهانوأدار دولاب المواعظ عامداًحتى يُبيِّن سُنة الديانوأبان من كيد النصارى صادقاًوالكيد طابَعُ مِلة الكفرانأأبا البقاء نكأتَ جرحاً مزمناًلمَّا يكن والله في الحُسبانجوزيتَ خيراً ، أنتَ حقاً أهلهيا من مَزجتَ الشعر بالشكرانأنت الذي علمتنا معنى الوفالنقابل الإحسان بالإحسانورسمتَ للشعراء درباً مخلصاًوأضفتَ للإيحاء والأوزانوأتى (ابن عبدون) فنافح وانبرىليسير في مرثية الإخوانفسعى إلى الميدان ، يبكي مَن قضىويصد - في ثقةٍ - رحى الطغيانويُعطر الدنيا بشعر نابضيُزجي حياة العز للشجعانفإذا قصائده مناراتُ الهُدىوالشعر - في الإيقاظ - مِثلُ أذانوعلى الدغاول قصَّد ابن خفاجةٍدُرراً تروِّض سَوْرة الغضبانوبكى على الأطلال ، يندب حظهاوكأنما الأبيات كالأكفانودموعُه - فوق الجماجم - سُعِّرتْوزفيرُه - في الساح - مثل دخانيبكي ، وتلتهم الوقائعُ بأسهفيَحل يَحمل صولة الفزعانيأسى لما نال الديار وأهلهاوالشعر أثقله جوى الأحزانويبيتُ يرتجل القريض مضمّخاًبأنين جفن مُجهدٍ يَقظانيبكي على المجد التليد ، وقد غداخبراً بغزو كتائب الذؤبانهمَجٌ يُحرَّكهم عداءُ عقيدةفأتوا ، وفي الأيدي من الصلبانصبّوا على الأرض السعير ، وأشعلوافي الناس آفاقاً من النيرانوانساب سيلُ الجمر يَحرق دارناوسرى هشيمُ النار كالطوفانأمرٌ مُحالٌ أن تحاول وصفهوأراه لم يخطر على الأذهانوأبو المطرَّف شعرُه فضحَ الغثاشِيَعُ الصليب ، وعُصبة الشيطانمَن أحرقوا (جيّان) في وحشيةٍمن أعملوا في الخلق كل سِنانمَن لطخوا بدما البرايا أرضهاوكأنما الدمُ صار بعض دِهانفغدت خرائبَ بعد عز حضارةٍوغدت يباباً شرفة الإيوانأأبا المطرِّف شعرُكم أزكى القناوقصائد الديوان كالقضباننطقتْ - بمحض الصدق - كل قصيدةوكأنها - يا صاح - ثغرُ رَزانكم نددتْ بالشر أنزله العِدامِن كل عربيدٍ ، ومِن سكرانمَن دمروا في لمحةٍ مَرسيةوالدور - بعد القصف - كالحِيطانوتقاسموا دَوْراً رآه كبيرُهمإذ إنه - في اللدغ - كالثعبانسكبوا على الأرض اللظى ، فتضورتْوقلوبُهم كحجارة الصوانلم يرحموا شيخاً ولا امرأة ، ولالم يُشفقوا حتى على الصبيانفإذا بأشلاء الضحايا كالثرىوالبعض بين مخالب العقبانوإذا بأجمل بقعة في دارناأودتْ بها همجية الشنآنخارت قوى هذي المدينة ، فانزوتْخلف الربا ، تعساً لذا الخوَرانوالتلمسانيّ المؤرّخ خصّهامعْ أختها في الابتلا جيانواسأل (بلنسية) لمَ ارتجفتْ أسىً؟وهل استُجيب لذلك الرجفان؟إذ طالها أعداؤها بسيوفهمفاستنجدتْ بالفارس الطعانوغدتْ مساجدها كنائسَ للعِداومجامعاً تكتظ بالأديانوعلتْ بباطل شركهم أجراسُهمواستأسرتْ بالجبر بالآذانواهتفْ ب (قرطبةِ) العلوم ودَوْرهاوتراثها المتشامخ العثمانيواسأل عن العلماء أين دروسهمالقرطبي وصنوُهُ (الطبراني)؟والشعرُ أين؟ وأين نثرٌ قد ثوى؟وأسأل عن (القاليّ) (والهمذاني)؟أين (ابنُ حزم) في براعة فقههوجداله بالحق كل جبان؟أين (المُجلّى) صاغه لمن اشتهىفقهَ الشريعة والهُدى الرباني؟وأقول: بل أين (المُحلّى) صاغهلمن ابتغى الذكرى من الوُلدان؟ليُحق حقاً ، ثم يُبطل باطلاًإذ ليس في الإسلام من بُطلانواسأل (طليطلة) الجمال عن البهاواسأل عن التفاح والرمانواسأل عن الدرّاق يُبهج ناظراًواسأل عن الزيتون والسِّمانواسأل عن البَلشون ملء سمائهاوالبرتقال يُطل من بُستانواسأل عن الجنات ملء رحابهامن كل فاكهةٍ بها زوجانواسأل عن الأنهار تمنحها الرواوالماءُ فيها دائمُ الجريانواسأل عن الأطيار تشجيها غناسرباً تطير ، وبعد ذاك مَثانيوهواؤها يشفي العليل نسيمُهويُفيق مَن في حَمأة الغثيانوإذا بها رمل على صخر تبعثر في الدجى ، في غيْبة السكانمَن حطم العمران دون هوادةٍ؟مَن أعمل الأسياف في الأبدان؟مَن أحرق الزيتون والرمان من؟ومَن الذي أشفي بدون توان؟مَن دك بُنيان العظيمة دارنا؟ومَن استطال بها بلا استئذان؟إن الجناة هم النصارى وحدهموالكيدُ كيدٌ مُشركٌ نصرانيوسل (الوزير) ، وقد رثى أحبابهأبناءَ (عَبَّادٍ) سنا الأقرانورِثا (أبي بكر) أصيلٌ فاصلٌخال من التدشين والبُهتانوالشعر يشهد بالبراعة ضارعتْرجْع الصدى ، وثواقب الشهبانقلمٌ أصاب من القريض لبابَهوله - إلى سبْي الشعور - يدانإن (الوزير) لصادقٌ في شعرهومُخلل أشعاره بحنانفإذا قرأتَ هفا إليك قريضهمثل الثمار تحن للأغصانفإلى (أبي بكر) رطيبُ تحيةٍما قالها من قبلُ أي لسانوعليه من رب الخلائق رحمةما لاذت الأطيار بالطيرانأنا ما نسيتُ (الشاطبيّ) وعلمهوالإعتصامُ منارة الحيرانعلمٌ وتوحيدٌ وفقهٌ واضحٌهُم للمليك بقية العرفاننهر من العلم المنقح قد جرىبين الورى هِبة من المَنانوالشاطبي - كما أرى - موسوعةهو جهبذ - صدقاً - رفيع الشأنوأضاء (شاطبة) بعذب عطائهلمَّا يُردْ - بالعلم - مدحَ فلانبل نيّة خلصتْ لديان الورىيرجو بها بُحبوحة الغفرانإني لأحسبه ، وربي حَسبُهكيلا أكون عدلتُ بالرحمنرحم المليكُ (الشاطبيّ) فقيهنامادام - في هذي الدنا - الثقلانيا أرض أندلس ، رجالك نورواآفاقنا بشرافة الفرقانإن كنتُ أنسى ، لستُ أنسى شاعراًملأ الدنا بأطايب الألحانأعني (الفزاريَ) الأديب وشعرهيحكي الذي قد كان من حسانقد كان شاعر عصره وزمانهوأمير شعر الحق كل زمانأعطى ، ولم يكُ في التفضل باخلاًورثى ذهاب الدار والشبانوكذا (ابن غسّال) خطيبٌ مُصْلِقٌوأديبُ كل مَحلةٍ وأوانصاغ القصائد في مُصاب بلادهوكأنما الأشعار رجْعُ أغانهو شاعر نثر القريض مزركشاًفشدتْ به - في الدار - بعضُ قيانوكذا (ابن عبدون) ، فأعذب شاعروجوادُه - في الشعر - دون عنانأبكى - وبعدُ بكَى - لمَا نال الورىوقصيدهُ كالمِرجل المَلآنفلكٌ يدور الشعر في وجدانهوالقلبُ في جدٍّ ، وفي دورانلم يَخذل الدار الكسيرة لحظةإذ خذلها من أقبح النكصانبل بيَّن الحق الذي يحيا لهُلمَّا يَبُؤْ بمرارة الكتمانواستهجن الغزو الكفور لدارهوالشعر تاق لذاك الاستهجانفإذا قصائده النبالُ على العِداتحثو الجحيم على ذرى التيجانفليرحم الرحمن شاعرنا الذينصر الشريعة بالمِداد القانييا أرض أندلس ، ألا فلتذكريبطلاً سما إذ جاءتِ الفئتانقد كان في (الزلاقة) الشهبا فتىًإمَّا رأيتَ فذا أبو سفيانهذا على الجبار (معتمِدٌ) ، فلميَعمَد إلى ذي قوةٍ عِبرانيأبلى بلاءً في الجهاد ، ولم يكنفي بأسه والصدع بالمُتوانيلمّا يفرّ ، وقد رأى سُعُر القناإن الفرار كبائر العصيانيا أرض أندلس خِلالكِ جمةوبريقها مستشرفُ اللمعانإنا افتقدنا فيكِ أعظم جنةوالقول قولٌ منصف حقانيبذنوبنا وذنوب قومكِ كان ذاوالسنة انسحبتْ على الجيرانكم عشتِ مجداً شامخاً مترفعاًحتى محته معاولُ الحرمانفغزاكِ أخزى مَن على هذي الدناوأقول: مَن أخزى مِن الرومان؟والله أسأل أن يُعيدك للدنامأوى لأهل الحق والإيمانيا رب فاجبر كسرها ، وتولهامَن ينصر الهلكى سوى الديان؟
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.