جاري ميللر وإسلامه! - أحمد علي سليمان

لفظ الهُدى ، وتعقبَ القرآنا
وأطاعَ في تحريفه الشيطانا

وأرادَ طعنَ الآي دون هوادةٍ
مُستصحباً في طعنه البُرهانا

مستكشفاً أخطاءَها في ظنه
ليُبَصِّر الأرواحَ والأذهانا

كي يكشفَ التدليسَ حسْبَ زعُومه
مُستيقناً بنجاحه استيقانا

تخِذَ المَراجعَ سُلماً لبحوثه
ومضى يَذرُّ الكيدَ والعُدوانا

سهرَ اللياليَ سادراً في غيِّه
كي ينصرَ التلمودَ والصُّلبانا

ليُعَضدَ التنصيرَ يجتاحُ الدنا
ليُفيد من أبحاثه الأعوانا

ليُعين الاستشراقَ في تضليله
ليُعيرَه تخريفه المُزدانا

مُتحدياً أهلَ الهُدى فيما ارتأى
ومُجنداً في مَكره الأقرانا

خاضَ المَعامعَ باصطبار صامدٍ
لم يخش في غمراته الديانا

لكنْ بإنصافٍ وحَيدة باحثٍ
والجِدُّ كان لشغله عُنوانا

فتدبرَ القرآنَ دون تخرُّص
ويَفوز مَن يتدبرُ القرآنا

فأصابتِ الآياتُ قلبَ مُحَقق
لفظ الهوى والحِقدَ والشنآنا

مُتطلعاً للحق يَنشدُ نورَه
فأصابه لمَّا قلا البُهتانا

وتمكنَ الإيمانُ مِن قلب صحا
مِن غفلةٍ ، واستقبلَ الإيمانا

فإذا الدراسة للكتاب دعاية
تستهجنُ التكذيبَ والطغيانا

وإذا بمَدح لم يكنْ متوقعاً
لمَّا استبان الباحثُ القرآنا

لمَّا تعُدْ سِراً مُتابعة الهُدى
بل أعلنتْ لمَّا اهتدى إعلانا

ونفى عن القرآن كل نقيصةٍ
جهرَ الكِفارُ بسَوقها أزمانا

ما أثبت الأخطاءَ ألصقها الغثا
زوراً يُدَسِّي الحق والتبيانا

واستعرضَ القرآنَ يَسْبُرُ غورَه
ودعا لنجدة روحه الرحمانا

ويراعُه في كَفه مُستبشراً
وبكفه الأخرى احتوى المِيزانا

قد كان بالعدوان يَجهرُ في الورى
ودليلُ قوم أشهَروا العُدوانا

واليوم يَجهرُ بالهداية شادياً
ويُرَجِّعُ الأنغامَ والألحانا

جاري غبطتُك باحثاً مسترشداً
تزنُ الكلام ، وتبذلُ الإحسانا

لمَّا استبانَ الحقُّ بت وَليَّهُ
وطردت مِن تفكيرك الشيطانا

وطفِقت تنصحُ مَن أضَلهمُ العمى
وتقودُ يا مستبصرُ العُميانا

وتقولُ في الملأ المُسَفهِ نهجُهم
مِيللرٌ وربي زايلَ الكُفرانا

قد ودَّعَ التثليثَ توديعَ الذي
مَقت الغباءَ ، وفاصلَ الخسرانا

والحفلُ تورنتو تُباركُ جَمعَه
بمُحاضراتٍ تدعمُ الرُّجحانا

ومُحاضر إقناعُه لمَّا يزلْ
يهدي الخصومَ ، ويَكسرُ الأوثانا

ويَهيبُ بالآلاف مَن سمعوا له
أن آمنوا ، واستحضِروا الإيقانا

ما جئتُ أخدعُكم بباطل حُجةٍ
إن الخداعَ يُؤججُ الأضغانا

مِيللرُ الذي أودتْ به أهواؤه
إذ عاش يهوَى الغيَّ والبُطلانا

ولى ، وولتْ أحجياتٌ صاغها
ليُرَوِّج النعراتِ والأديانا

الدينُ عند الله إسلامُ الورى
لله ، ثم تُتابعُ العدنانا

وبرئتُ مِن ماض لفظتُ سُمومَه
ماض سقاني شِقوة وهوانا

أسلمتُ لله ، استقمتُ تعبُّداً
وشكرتُ ربي الواحدَ المَنانا

مناسبة القصيدة

(أما جاري ميللر ، فهو الكاتب الكبير صاحب كتاب "القرآن المذهل" إنه عام 1977م قرر الدكتور جاري ميلر المبشر الكندي النشيط وأستاذ الرياضيات والمنطق في جامعة تورنتو أن يقدم خدمة جليلة للنصرانية ، وذلك بالكشف عن الأخطاء العلمية والتاريخية في القرآن الكريم ، بما يفيده وزملاؤه المبشرين عند دعوة المسلمين للنصرانية ، ولكن الرجل الذي دخل بمنطق تصيد الأخطاء وفضحها ، غلب عليه الإنصاف ، وخرجت دراسته وتعليقاته أفضل مما يمكن أن يكتبه معظم المسلمين دعاية للكتاب الحكيم. ذلك أنه أحسن "تدبر القرآن". وكان أول ما أذهله: هو صيغة التحدي التي برزت له من في مواضع كثيرةٍ من مثل:- "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" ، "فأتوا بسوره من مثله" ، "عشر آيات" ، "آية". فدخل الرجل الحلبة متحدياً ، وخرج منها منبهراً بما وجده. وأسلم الرجل وحسن إسلامه وكتب كتابه: "القرآن المذهل". وسجل فيه النصوص الكثيرة التي يثبت بها أن القرآن كلمة الله وأنه كتاب معجز خالد. إن قصة إسلام الدكتور جاري ميللر تستحق قصيدة عصماء تبين أن سلامة المنهج وصدق النية مع الله تعالى يؤديان إلى بلوغ القمة في الخير. والهُدى هُدى الله تعالى. وصدق الله: "وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله".)
© 2025 - موقع الشعر