قبل الرسالة ماذا كانتِ العربُ؟وأي مجدٍ لهم يُرجى ويُطلبُ؟وأي عز لهم في كل باديةٍ؟وأي معرفةٍ شادت بها الحقب؟وأي خير أتوا يرجوه راغبه؟وأي علم لهم بالنور يعتصب؟وأي منقبةٍ تُزْكِي مآثرهم؟وأي حق به تُستأصلُ الريًب؟وأي مُسْكة عقل في ضمائرهم؟وأي رُشدٍ إليه العُرْب تنتسب؟وأي بأس لهم في الحرب يرفعُهمفوق الأنام إذا ما غولبوا غلبوا؟وهل هناك لواءٌ كان يجمعُهم؟وهل سما – في دنا أجدادهم – أدب؟وهل توحّد صفٌ ضمّ سادتهم؟هل وحّدتْ بينهم في المحنة النوَب؟أم أنهم - في دجى أهوائهم - غرقواومِن سراب أسى أصنامهم شربوا؟وفي التذرع بالإفلاس كان لهمباعٌ طويلٌ – على شاراته – طربوا؟ضاعت ممالكُهم ، وزال سُؤدَدُهموليس تحوي الذي قد أحدثوا كتبفالرومُ والفرسُ عاثوا في حواضرهموأمة العُرْب في ثاراتها تجبكسرى وقيصر مَدّا كفّ منتقمونارُ كيدِهما - في العُرب - تلتهبودارُهم في أتون الصمت مُطبقةأجفانَها بعد أن أودى بها الرّهبوخيرُهم زمرُ الباغين تحصُدُهوأرضُهم - رغم أنف الكل - تغتصَبهم حرّفوا دين إبراهيم ، فانجرفوامع المعاتيه مَن في شِركهم ضربواوبدّلوا ملة التوحيد في صلفٍوعن سنا شِرعة الإسلام قد رغبواوأصبح الشرك دِيناً في تصوّرهموكعبة الحق - مما ساد - تضطربوعَظم القومُ أصناماً وأنظمةفما تبقى لهم عِز ولا نسَبوسبّحوا بعُرَى الأوثان في ولهٍوقدّموا النذرَ والقربانَ واحتسبواوأمعنوا في دجى الغارات صيحتهموأحرقتْ بأسهم في الملتقى الشهُبوأهدروا حق حواءٍ ، فما اعترفوالها بعيش ، فما سادوا وما كسبوابل شرّعوا الوأدَ قبراً كي يُغيّبهافلا يَبينُ لها – بين الورى - جلبوأقنعوا الكل أن الوأد بوتقةفيها يزولُ الأسى والوَجْد والنصبوحرّموا الإرثَ للأنثى ، فما أخذتْحقاً يؤولُ لها ، والإرث ذا سببحتى القِمارُ لهم مُدتْ موائدُهُوكان فيه العطا والجود والطربوالمَيسرُ المُر يمكو في مجالسهموالخمرُ يسكبها - في كأسه - اللهبولو تراهم على الأنصاب قد جثموالقد يَهزك - مما تنظر - العجبوعند قاعدة الأزلام قد ركعوافليس عندهمُ رُشدٌ ولا لببوقاتلوا دون ما دانوا وما اعتقدواوقد أعِدتْ لذا الهندية القضبوبالقبيلة – في أنسابها - افتخرواوإنْ تمَسّ إذن قاموا بما يجبوأعلنوها على العادي مُدويةخمسين عاماً وهم في مَكْرهم دأبواوالجاهلية تمحو كل صولتهموهم عبيدٌ لها مِن بعد أن نكبوافهل بها اتحدوا داراً وجمهرةوصِينَ دمّ على البطحاء ينسكب؟وهل رأيت سلاماً زار عالمهم؟هل زال ذعرٌ به قد كان يُرتكب؟لا يغضبون إذا ضاعت ممالكهموإن خبا عُرفهم أغراهمُ الغضبوهم لغير المليك الحق كم ذبحواوبعدُ كانت لهم في شِركهم خطبحتى أتاهم على حين محمدُنافزالتِ الغمَمُ الرّعناءُ والكُرَبوكان خيراً على الأعراب مبعثهوعاد حقٌ ثوى قد كان يُنتهبدعا الجميع إلى الإسلام ، فانقسمواطريقتين ، فذي صدقٌ ، وذي كذِبوبلغ الحق يسمو في مدارجهوكان للحق – رغم الكافر - الغلبعُروبتان: فذي سعدٌ ، وذي كدرٌلا يستوي الشيحُ عند الذوق والعِنبتوحّد العُرْبُ في قفر وفي حضروالكافرون – أمام القوة - انهزمواوالدارُ عادتْ ، وللإسلام قد فتحتْوالخيرُ عمّ ، وولى القحط والجدبوساد مَن كان – في الأوحال - منجدلاًوالمجرمون بما قد أجرموا ذهبواواستسلم الكل للرحمن ، واتبعواخيرَ الأنام ، وفي التقى رغِبواوأصبحتْ أمة الإسلام مملكةتؤوي الجميع فما في الأرض مغتربحُرّية برجتْ في الاعتقاد ، فماللسيف في ساحها نيلٌ ولا أربتكفل الدين بالإنسان ، كان لهحِصناً يلوذ به إن أزه التعبتحرّرَ الناسُ مِن فوضى تُمزقهموأسعدَ البِشْرُ مَن قد كان يكتئبأكرم بدين رأيتُ النورَ منهجُهوعيشُنا في ذرى التقوى له لقبأعطى العروبة روحاً كي تعيش بهاهو الحياة لها ، والعزمُ والعصبقد صاغها صِيغة شهباء ناصعةفالسلمُ أمٌ لها ، وبعد ذاك أبعز الأعاربُ بالإسلام ، فانطلقوايدعون لله ما قرّوا ، وما هربواوجاهدوا في سبيل الله مَن كفرواومَن إلى سالف السوآى قد انقلبواوحرّروا الأرض مِن أضغان شرذمةشادوا الهزائمَ ، إذ أهواءهم ركبواوطبقوا الشرع - للإيمان - ترجمةفهم على الوحي في هذي الدنا رُقبهذي العروبة بالإسلام نابضةهو النماءُ لها ، والعِلمُ والأدبإن حققتْه سَمتْ في الأرض واحتُرمتْوإن قلتْه سَرى - في قلبها - العطبولا أقلّ على ما قلتُ أمثلةمِن نظرةٍ صاغها بالحق مَن كتبوامِن الذين سنا التاريخ يشكرُهمإذ سطروهُ فما غشّوا ولا كذبواما العُربُ قبل مجيئ السِلم يصنعُهم؟وكيف هُم بعدما إلى الهُدى انتسبوا؟يا صاح فانظرْ إلى ما السِلمُ أحدثهفيهم ، وتشهدُه الأجيالُ والحِقبتلق الحنيفة أحيتهم ، وقد أسنواوأنطقتهم ، وهم - لمَن يعي - خشُبوهكذا السِلمُ يُحيي مَن يدينُ بهشرعُ المليك لدنيانا هو الشهُبونحمدُ الله أن كنا له تبعاًوضمّنا بالنبي المصطفى نسب
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.