أهل القريض لهم - في الكيد - أشعارُ
فاحذر عداوة من عداؤهم عارُ
لهم قصائدُ - في التسفيه - مُشْهِرَة
سيفَ التشفي ، وللأشعار آثار
تُردي الخصوم ، وتكوي من يُناوئها
وتستهين بمن يهذي فينهار
وتستخف بمن ينال عزتها
وصوت نقمتها - في الحرب - هدار
وتُلقم العاديَ المغرور حُجتها
كأنما حُججُ التهديد إنذار
وتصبغ الشعر - بالألفاظ - جارحة
كأنما صُب - في طياتها - القار
وتستجيش صدى الأحياء ، يَجعلها
في ذروة الحبك ، كي يسعى لها الثار
تمضي القرون ، ويبقى الشعر في أمم
كأنما هو - في الأجيال - تذكار
له رُواة - على ترجيعه - درجوا
وفي القصائد تنكيلٌ وأخبار
حلا لراويه أوزانٌ وقافية
نعم الترنمُ ، لا رقٌ ولا طار
جنى على الظالم المحتال منطقه
حتى رماه - بسيف الكيد - بشار
تفنى الديار ، ويُبلي الدهرُ ساكنها
والشعرُ يفضحُ مَن جاؤوا ومن ساروا
أهلُ القريض جحيمٌ ، إن تعقبهم
غِر بظلم ، وفي أشعارهم نار
لا يَظلمون ، لأن الحق يَعصمهم
لكنْ إذا ظلموا ، فالشعر بتار
همُ النسيم ، إذا ما العدلُ داعبهم
فللقصائد ألحانٌ وأوتار
وإن علا صوتُ جبَّار بصولته
فليس يُخمِد نارَ الشعر جبار
ما أجمل الشعرَ تقوى الله تحرسُه
قصائدٌ - بهُدى القرآن - أبكار
حلتْ لقارئها ذوقاً وملحمة
وللتراكيب ألغازٌ وأسرار
طغى الجمال على العُشاق ، فانطلقوا
هذا يهيمُ ، وللهُيّام مِعيار
وذاك - في لغة العيون - مُنجدلٌ
يذوب وجداً ، وفي الغرام إقرار
أغرى القريض الألى لصوته استمعوا
وفي الضمائر تقديرٌ وإكبار
أبياته صدعتْ بالخير يَقدُمُها
كأنها - في دنا اللاهين - أذكار
تدعو إلى الخير مَن تابوا ومَن فجروا
أواه كم يهتدي – بالشعر - فجار
تبيّن الحق ، تهدي النور مَن هبطوا
إلى الحضيض ، لها صُوىً وأفكار
لا تستكين لمَن يُردون عفتها
إذ ليس يُخرس صوتُ الحق دَيار
وليس تهبط للإفلاس يَهزمها
فللرشاد مقاماتٌ وأقدار
والشعرُ إن ضلّ ، فالسوآى رسالته
يَمجّها - في سُويدا القلب - مِجعار
وليس يكتبه إلا الألى فسقوا
ومَن قصائدُهم مكانها الزار
ويحرقون بخور مُنتناً قذِراً
ويصحب الشعرَ قيثارٌ ومزمار
ويعزفون لحوناً ، خاب عازفها
وخاب - واللهِ - طبالٌ وزمار
حرب على الخير ، بات الشعر قائدها
والداعمون - لهذي الحرب - سُمّار
بضاعة ضل حاميها ومُوجدها
أواه كم يقلب الميزانَ أزيار
أمسى المُجون أهازيجاً مُلحنة
تجترّها - في ليالي الدعر - أنظار
وتستكين لها نفوسُ من سَفلوا
وبعدُ تسقط - في التضليل - أبصار
همُ الضحايا بما أيديهمُ كسبتْ
وما لما اجترحَ الأنذالُ أعذار
عزائمٌ وهنتْ ، والشعرُ جامَلها
حتى تردّتْ ، وفيه البُلهُ قد غاروا
وليس للشعر ذنبٌ في ترهلهم
حار القريض ، وهم - في الوهم - ما احتاروا
حسامٌ الشعرُ في أيدٍ تُسَخّره
إذ يُنشد الشعرَ أخيارٌ وأشرار
إن شاء أن يبنيَ الأمجاد باسقة
فلا تهددها - في الدار - أخطار
أو شاء عربد في الأصقاع دون حيا
وكان حربة مَن - على الهُدى - جاروا
وِعاءٌ الشعرُ قد يكون ممتلئاً
بالشهد ، جاد به – للضيف - مِغوار
وقد يكون به الغسّاقُ يَحمله
نذلٌ ، هديته للناس أقذار
الشعر إن هُذبتْ أخلاقُ مُنشدِهِ
فإنه - في دياجي العيش – أقمار
يُزْكي المشاعر ، لا تلقاه مبتذلاً
وفي القصائد ياقوتٌ وأزهار
مظلومٌ الشعرُ - بين الخلق - في زمني
إذ أغلب الشعراء - اليوم - تُجار
يتاجرون على حساب عِفتنا
أواه كم يذبح القريضَ فُجار
صدقاً عداوة أهل الشعر مَحرقة
وفي قصائدهم – للعِير - أوضار
فاحذر عداوة قوم لستَ تُخرسهم
والناس يا صاحبي رؤىً وأغيار
تشينك - الدهرَ - أشعارٌ بها ادّرعوا
وأنتَ - من هول ما طالعتَ - مُنهار
ألا يُسيئك ديوان تُسام به
سوءً ، وفيه طواعينٌ وأوزار؟
فاربأ بنفسك ، واعرفْ قدر مَن خبروا
سَبك القريض ، وللشعراء مقدار
كيلا تُعايَر في سر وفي عَلن
إن الهجاء - كمثل الموج - هدار
ولا تكن هدفاً لشاعر أبداً
فملءُ جعبته - في الحرب - أشعار
إني نصَحتك ، والديانُ يشهد لي
وإن تجاوزتُ ، فالرحمن غفار
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.