مِن أجل مَن هذه الدموع أخيتي؟ألأجل أني راحلٌ؟ فأنا لهاالدمع ثبّط همّتي ، فتمهليوترفقي ، خل الدموع لوقتهاأولى بدمعك أن يكفكف عبرتيفغداً ترين النور في سُبُحاتهانوراً يذيب قساوة وغشاوةوكذا يذيب دجىً برى قنواتهاإني احتسبتكِ عند ربي فتنتيفلتصبري ، ولتقشعي أحزانهاإن المنايا تحتويك ، فحاذريأن تُغضبي رب السماء لأجلهاأنا يا أخية لست أبغي عَبرةفي غير موضعها ، ولا أوقاتهادربُ الجهاد طويلة ومريرةلا بد نزْكِي يا أخية نارهاكيما تزكَّي روحَ قومٍ نوّمٍزعموا الجنان ينالها نوامهاإن الجنان ينالها مَن رامهامَن يحمل الهندي يقتل أبرهالا ليست الجنات تدرَكُ بالهوىأو بالنعاس أو الكلام ننالهاوالحُور إذ يُخفي الجمالَ ضياؤهافلقد قصِرن لنا ببطن خيامهاأنا يا عزيزة ما ابتغيت مكانةأو عز نفس عنتري فارهاإن كنت أدفع في المقابل عودتيوعقيدتي ، فرجولتي ودّعتهاوأنا إذن قد لاصقت روحي الثرىونذالتي في الناس قد أعلنتهاقومي اذكري أمسي وليلى والضحىكم ركعةٍ صليتُ أبغي أجرهاأنا لا أريد المنّ أو ذكرى بحلو فضائل ، بل أعقد الذكرى بهاإن الذي فرض الصلاة بشرعهأوصى بأن قوموا اشكروا رحمانهافإذا الصلاة تريحنا ، بل تنطويأتراحنا فيها ، وتذهب بأسهاوإذا الصلاة سبيلنا ، وملاذناونقيمها لنردّ وعياً تائهاكم ذا سهرتُ أسجل النفحاتِ للأحباب - عبر الليل - أرجو أجرهاوأراك تمتعضين ، والليل انقضىفيم امتعاضكِ؟ يا أخية مَن لها؟أوَما دريت أخيتي أن الأخوة تقتضي محض ابتلاء أولى النهىوأقول: يوماً تذكرين رطيب أيام مضت ، والكل زايل قربهاوإذا التشاكي والتنائي مزقاني ، ليت شعري ، أين مني أنسها؟يا ليت شعري كيف تقضي وقتها؟أتضيع الأوقاتِ تهدم عمرها؟وتقول: ما أخذ الألى سبقوا شياًماذا سنأخذ من وشيك فنائها؟هذا كلام العابثين الجاهلين ، فلستِ منهم ، أنت من إنسانهاولكم ذكرتُ الليل ليلك في تقىًأتنسم الأنسام عبر سكونهاوالبيت كيف البيت بعدي يا ترىثمِلاً ، حزيناً ، نرجسياً ، تائها؟فيه الستار ترهلتْ وتبعثرتْوالعنكبوتُ تكاثرتْ ، تعساً لهافيه الأبالسُ خيمتْ ، لا ذكر يمنعها ، ولا قرآن في أركانهافيها اندحار فضيلة وعلو نائبة ، وفي أوكاره شيطانهاعتبي عليك أخيتي ، أين الحجا؟ما عاد يحكم دارنا منانهاما كان ذلك عهدنا ، ما كان ذاك توقعي ، عجباً لأمر كلامهاقالت: أصون البيت بعدك صاحبيكانت كمن نقضت بحمق غزلهاقالت غداة الأربعاء أصونهوإذا بها في الليل تهجر دارهاما خِلتُ زوجي هكذا أخلاقهاتركتْ لديجور الهواجس بيتهاما خلت أنك تحنثين بعهدنايوماً سيسأل ذي الخلائق ربهاإن كان قد وفتْ فخير ما أتتْأو كانت الأخرى فشر مآبهاما زلت أذكر من رطوبة دارنابعروق أخشاب تناغي سقفهابنوافذٍ طلعتْ كشمس أشرقتْبأرانب ، والله يعلم حالهابحوائطٍ ، ووسائدٍ ، وستائرٍبدجاجها ، مَن لي بعذب ضجيجهابشرائطٍ ، بنقيع أمطار بهابكلابها ، من لي بصوت نباحها؟بصغارها ، حيث الدروسُ وبذلهاوحصيرة حضرية ، سُقيا لها؟دراجتي ، كيف اعتلاها الضيمُ بعدي ، كيف ساءت ، ثم نام إطارها؟من يمتطي بعدي بغير الإذن مني في غيابي بالتطاول ظهرها؟داري ، وأهلي ، والطفولة والصبايا ويح داري مِن غزير شتائهاخبز وملح ، ثم فرضٌ بعدهوالآي أي الذكر تملأ جوهالكأن سحر الآي ألمسه وتعرفني – كما الخلان – حقا آيُهاوتكاثر الضيفان يُتحف دارناأكرمْ بهم زادوا الديار تنزهايا ليت شعري ، والكريمة زوجتيأخذت تعد الشاي ، يبسُم ثغرهامسكينة زوجي بغير عزيزهاما عاد يدخل دارنا أضيافهاولئن نسيت فلست أنسى زوجتيوحياتها ، واهاً لفرط بكائهاأو قد نسيتُ فلستُ أنسى حزمهاببراءة الأطفال تعلو رأيهاسبحان من صاغ الوداد مع التقىباركْ إله الناس فيها دينهاوأزح ستار الجهل عنها ، واهدهاواحفظ عليها من عبيدك عِرضهاوتولها ، أنت القوي ، فقوّهاوإذا مرضتُ فأنت تشفي ، فاشفهاواغمر فؤاد حليلتي في ظل طاعتك التي أرجو وفير ظلالهاما كنت أحسب يا أخية أننيتهتاج نفسي بعد طول عذابهاحتام ترحمني طيوفك من أسىنفسي ، ومن أتراح ذل شجارهاهل تذكرين بكل صدق عواطفٍعهد التقى ، والأمسيات ونورها؟وأقول في نفسي ستذكرني إذنويمر طيفك ناسياً أفكارهاوأظن قلبك ذاكراً بعد المليك سرورنا ، بالتضحيات وحلوهاورأيتني والقلب من شوق يفتُ حُشاشتي ، ويحزّ في أعطافهاصبراً أخية في طريق كفاحنافالنفسُ مفعمة بحب نضالهاالله مقصدُها ، وأحمد قائدٌوالله قد أوصى بصفّ رجالهالكن رجال رُبّيتْ في دار أرقمَ عُلمتْ وتفهمتْ إسلامهاليسوا رجال شواطئ وشوارعوالجاهلية أنشبت أظفارهاهي صرخة للحق موتٌ بعدهاوقصورُ كسرى والقياصر دونهاهل تذكرين أخيتي ما قلت يومَ زواجنا؟ مازلت أسمع رجعهاقلت: اعلمى أن المجاهد يرتويبدمائه ، دوماً ليشهد نصرهاأنا لست عبدَك يا أخية ، إنماعبدُ الذي وهب النفوس حياتهاولئن نسيت فلست أنسى صحبةهي في ضمير الغيب سام عطرهاوأراك تشتاقين للأخوات فيشوق ، وفي ذكرى شجىً ، أكرم بهاأكرمْ بعهد أخوة ، الله باركها وبارك عهدها ، وإخاءهاكم كان يُسعدني ذهابي عندهمأبغي التئام الشمل في جنباتهاوالندوة الشمطاء في عصر الدجىما كان يُطربني هزيلُ كلامهاوأظل أنتظر النهاية مُجهداًأتنفس الصعداء حين سماعهارباه فاغفر يا مهيمن حوبتيإن كان أغتاب الذي يأتي لهالكنه رباه لا يبغي وضوح الدرب ، أو حتى يريد بيانهاوسَمعْته يغتال آيات الكتاب ، ويزدري رغم الأنوف بناءهامتنكباً سبل الهدايه زاعماًأن التنكب فيه كل صلاحهامتنطعاً يهذي بغير هوادةلو كان قد ترك النياق لربهاما كان يسقط قط من أنظارهابل كان يعلو فوق هام ربابهاولكان فوق الرأس يسمع يهتديكيما تُعلم أخته توحيدهاأما المناسكُ فالذين مضوا إذنأدوْا لرب الكون حقاً جُلهالو تطرق التوحيد كنت أخى هُدىًولتابعتك حليلتي آتي بهاولقد أتاك نتاج وحل حضارةٍالنص ديدنها ودينُ جميعهاوالعُري والعُهر اللذان أراهماوكذا الخضوع بكل نبرة صوتهاما هكذا خلق يريد فضيلةأبداً ، ولا شيم الحيا أدركتهامن كان ساقطةٍ تناست ثوبهاوتفننتْ في الكشف عن عوراتهانست ارتداء ثيابها وحيائهاوأرى حديثك في قليل صلاتهاما ذلك الخبلُ الذي أودى بنا؟إن النصيحة بُددتْ مِن أصلهاإذ يحملُ الجهالُ مفتاح الريادة ، هل يُرَجّى للفضيلة بعثها؟ما دام لا تدري ولم تقدر فدعْوالله يُخلفُ مَن يقود زمامهاوأعود أهمس في فؤادكِ همسةأترين شيئاً في شكاتي شابها؟أم إنه الحق المبين درسته؟والناسُ لا تصغي إلى داع لهاوعلى الخليج أراكِ في أحجارهِوصخوره ورماله ، أجملْ بهاوأراكِ لؤلؤة على شطآنهِمزدانة ، والدُرّ يعلو ساحهاكنضارة الأصداف كانت صورةوكما النسيم أشم عطر عبيرهاهي فتنتي ، وأنا أؤمل أن أرىأيامها ، والنورُ يغمر أنسهايا ليت شعري ، كيف أمري دونها؟يا ويح قلبي ، قد نأت أخبارُهامَن ذا يُخبّرني ، يُطمئنني إذن؟كيف الطريق إلى نديِّ فعالها؟أضحتْ أمورُ حياتنا شعراً يُرىوالأمنياتُ تعثرتْ أقدامُهافالإلفُ في وادٍ ويحيا إلفهفي آخر ، عيشُ العبيد فمَن لها؟والشعر ويح الشعر شط به النوىما عاد يُثمر في مهاوي بُعدهاومِداد أقلامي أراه يمُجُنيويقول: دع هذي الكروب لأهلهاوامرحْ ، ودعْ عنك التشاكي ، وابتسمْقمْ ، والتمسْ تقوى المليك وخيرَهاوأعود أبكي في مَرارٍ زوجتيوأقول في الخلوات: كيف تركتها؟في المُهلكات طرحتها ورميتهاويحي ، هناك بأرضهم وطعنتهايبكي وصوت نحيبها في مسمعيوأنا الذي بفراقها دمرتهاما كان ضرك لو رضيتَ بما أتىوظللتَ تدعو مَن أتاك مُتوّهايا عيب إلفٍ أنت مِن متمردٍولنعم زوجٌ هذه لحليلهاأختاه جدّي واستعدي ، واسألي الرحمن غفران الذنوب ورجسهاقومي اقرئي الآيات قبل الفجر ، بعد العصر ، عند الليل في خلواتهاواللهِ مالكِ غير ربي ناصراًفي زحمة الأوهام أو في ليلهاودعي قلاع الشر للفساق تهوي في الحضيض ، وفي دجى أدرانهاودعي كذلك كل بيتٍ تعبد الأصنامُ فيه ، ولم يكن متنزهاقد صورت فِسقاً ، وعُهراً يُزدرىوطيوف دعر أستحي مِن ذكرهاما بين بائعةٍ لعِرض والحياويقول داعي القوم نبغي درسهاماتت ضمائرهم ، ومات حياؤهموتشدقوا بالموبقات وفسقهاواهتاج في وضح النهار خليعُهمهذي فنوني ، والتدني زانهانطقتْ بذلك في جلاءٍ أغنياتُ القوم ، والأفلامُ هذا سمتهادعرٌ هنا ، وهناك سادت ردةبل وانتهاكٌ للحرام بأرضهالا عذر يا أختاه عند الله للأقوام ، بل هي فتنة وسرابهالو طبقوا هَدي المليك بدارهملانزاحتِ البلوى ، ومُجّ بلاؤهاولما وجدت اللافتات العاريات على حوائط واجهات بيوتهالو آمنتْ هذي الديارُ لكان أنْنمت الفضيلة واحتوتْ أفرادهاولما وجدت المارقات على الشواطئ والكلاب النهم تأكل صَيْدهاولما وجدت ذوي الوجاهةِ كرموافي كل عيدٍ ثلة مِن غِيدهافدعي أخية كل بيتٍ عابثٍودعي الديار وأهلها في غيّهامادام قد فرحوا بما نسجتْ لهمأيدي الأبالس من عتيِّ دمارهاإن كان يُمْتعهم رقيعُ مناظرٍفأراك يُمتعكِ اشتهاءُ خرابهاوأراكِ يسعدك الجليلُ بحبهوبآيه ، لا يدركون صنيعهاإن كان أبكاهم أليمُ مشاهدٍوخليعُ أفلام تبدى عُريُهافأراكِ يبكيكِ الجحيمُ بأهلهوأراك تبكين النفوس وهزلهاوأراكِ تبكيكِ القيامة حسرةوأراكِ تعطيك القيامة درسهاهذي أحاديث البشير قرأتها؟أم في الكتاب على السرير تركتها؟وكتاب (عائشة البريئة) دونهكتبٌ وأسفار كذاك وضعتهاوخرجتِ تلتمسين أنساً دونهاواللهِ ما لك مِن أنيس غيرهاعودي إليها يا عزيزة إنهابعد المليك رفيقة ونبيهاصلى عليهِ الله والصحب الألىضحَّوْا بما اسطاعوا ليعلوَ دينهامَن ذا يعين النفس بعد الله فيهذي القِفار المُعدمات وأهلها؟وأعود أذكر للكِرام جميلهمفي واحة الذكرى وفي تحنانهاأكرمْ بخِل وشيجةٍ في غربةوأبو سِنان مقصدي بصريحهامِن غير ميعادٍ تقدم خصَّنيبأخوةٍ مُزجتْ بحب لوائهاوهنا على أرض الخليج يضمنانور الهداية ، والتناصحُ سمتهاكلٌ يؤاخي خِله في رقةٍما أعذب الإخلاص في ألوانهاوأراه يؤثرني ، ونؤثر غيرناهي روح توحيد ، ويكفي ذكرهاويظل يرفق بي ، يرحب بي هنامن ساعة اللقيا هناك بساحهافي الحق أسمع صوته في قوةٍفتعود ذكرى في فؤادي وهْجهايبني النفوس ، يقودها ، ويردّهاللحق في ثقةٍ تدك غرورهاحان الختامُ أخيّتي ، وكفاكِ ذاعن رحلتي ، وكذاك عن أحوالهاإن كان يأتيكِ الذي يغتابنييغتال إخلاصي ، يقول: نسيتهاقولي: خسئتَ ، فذاك حبٌ صادقٌلا جاهلية ، ليس حباً شائهاهذا حبيب القلب حكّم ربهيوم انتقاني زوجةٌ يسمو بهاوالله بارك حبنا في دارناقمْ يا غراب البين ، فارقْ ساحهاوغداً سيجمعنا اللقاء على الوفاوتدوم عشرتنا ، ويحيا وصفهاللهم أسالك الهداية والتقىوجنان عدن ، والأليف جوارهابارك إله الكون زوجاً رَدَّنيللحق ، للتقوى ، لعذب جنانهاواختمْ إله الخلق بالحسنى لهوأقبل دعائي وانكساري النابهافلعله يُمحى به ما قد مضىمن جاهلية عمرنا ، سُحقاً لهاها قد ختمتُ رسالتي ، فوصيتيتقوى المليك ، وأي شيء بعدها؟ثم اعتصامٌ بالإله ، وعزهوقراءة الآيات تتلو بعضهاوكذاك غض الطرف عن كل الأذىوصيامنا ، ثم الصلاة لوقتهاثم الدعاء لنا بقلب مخلصحتى يُعين النفس هذي ربهاثم الصلاة على النبي المصطفىهادي الخليقة لاستقامة دربهاثم السلام على من اتبع الهدىمن أهلنا ، ورفاقنا ، ونجوعهاوجوابكم حتى تطيب نفوسناويشدها نحو الكتابة شوقهاوإذا الردود كما الحصى ، يا سوأتىوكما الزلازل والمنايا وقعُهاوأتى الخطاب وشاقني عنوانهدمرتُ نفسي ، واقتلعتُ حصونهاومضيتُ أهذي ، والهمومُ ترجُّنيوالنفس غاصت في فيافي طيشهاونظرتُ حولي ، لم أجد إلا أناورفعتُ رأسي للخبير بحالهاوعمدتُ فوراً للصلاة لعلنيأطفي جوى روحي ، وأمحق نارهاوأخذت قرآني بساحة مسجدٍوقرأت (طه) ، واهتديتُ بنورهاورجوتُ ربي أن يُعافيَ زوجتيويشد أزر حليلةٍ في كربها
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.