صَدوقُ الشعر ينتقدُ الرياءَوإنْ يلقى الدغاولَ والبلاءَيُبَصّرُ بالحقائق كل غِروينزعُ - عن بصيرته - الخفاءويطعن - بالصراحة - كل زيفٍوإن يكُ بالتودّد قد تراءىويبسط كفّ مِفضال صدوقيُقلد قومه الصِيدَ العلاءويأبى أن يُصانع مَن تغابىلأن الفذ يحتقر الغباءويُبدع في مناقشة القضاياوكل مُوفق يهوى القضاءويطرحُ كل رأي ليس يبنيلكيلا يهدمَ الرأيُ البناءوقد يَلقى الشتائم كالمناياوكان العدلُ أن يلقى الثناءوقد يلقى معارضة وشجباًفهل كانت قصائده هراء؟صدوقُ الشعر لم يهتك حِجاباًلمُحصنةٍ ، ولم يكشفْ غطاءولم يجرحْ شعوراً دون حقوبين الناس لم يُرق الدماءولم يغر الأراذلَ بالصبايالأن الصدقَ يمنحُه الحياءولم يصفِ المحاسنَ في خَرودٍتشع على قوافيه الضياءولم يصفِ القوام ولا الثناياولم يعقد لفاتنةٍ لقاءولم يصف الذوائب فوق جيدٍتزيدُ الغادة السمرا بهاءولم يصفِ العيون لها بريقيذر على مجيبيها السناءولم يصفِ الشفاه لها رماحتكلف من يتوق لها العناءولم يصفِ الرضاب له أريجٌلمن يهوى الحلا يزجي الظماءولم يصفِ الجدائل مرسلاتٍعلى الكتفين ترتجل الغناءولم يصغ القصائد في جمالرخيص ليس يحترم النساءصدوقُ الشعر لم يرفعْ وضيعاًولم يمدحْ - ولو زوراً - غثاءولم يُطرِ الطواغيَ في بُييتٍفمنهم شِعرُنا أمسى براءولم يمسحْ لعاتٍ أي جوخيرى شعري تزلفه رياءولم يقرعْ طبول الزور يوماًلأن الزور يخترمُ الإباءولم يرضخ لمن يهوى المَخازيولكنْ كال - للعِير - الهجاءولم يكتمْ عن الجهّال علماًولم يرفعْ لمن جهلوا لواءولم يكتبْ بدينار بُييتاًبل اغتال البضاعة والشراءولم يسخرْ من الإسلام يوماًمعاذ الله ، بل صَحِبَ الوفاءولم تضعُفْ عزيمته لجاهٍولكنْ - في البلا - لزم الدعاءولم يعطِ الدنية كي يُعافىوعاش يقدّم النفسَ الفداءولم يكتب لصيتٍ في البراياوإن بلغتْ مناقبُه السماءولم يكتب ليُرضيَ من تعدىحدودَ الله بل عنهُ تناءىولم يكتبْ ليُعجَب بالمعانيسقيمُ الفهم من لفَظ الذكاءولم يكتبْ ليُطرب مَن تدنىفأصبح والذين عمُوا سواءصدوقُ الشعر أبياتٌ تسامتْإلى العلياء تلتهم الفضاءوتجعل - مِن قريض العُرْب - زاداًيُجنبها التكبّر والجفاءنعم تسمو ، ولكنْ في احتراموذا كي تصبح المأوى جزاءنعم تهدي الأنام جميل نُصحلكي تجدَ القريضَ له وعاءنعم تختالُ في عبق التساميوإنّ لها - بشِرعتنا - ولاءنعم تعلو على الأقزام سادواوإنّ - لكل مجتهدٍ - نداءيُرَجِّع فيه أفكاراً وفحوىويُزجي للألى مرضُوا الدواءصدوقُ الشعر نورٌ ليس يخبويناول مَن يُطالعه المضاءويهدي مَن يُرجّعه سبيلاًيرى خيراً لسالكه رخاءيصادقهُ ، ويصبح خير خِلويُهديه الصداقة والإخاءويُبكيهِ إذا دنتِ الرزاياويُزكي الدمعُ - في الشعر - البكاءويرثيهِ إذا غالته بلوىويُزجي الشعرُ في البلوى الرثاءوينتشل القريضُ سموّ نفسمن الأسقام يمنحُها الشفاءويُمسي الشِعرُ مِعراجَ الأمانيوإن الصدق يُعطيه البقاءفإذ قد مات صاحبه سيبقىويدفع - عنه - صاحبه الفناءومهما نافق الشعراء دهراًسيبقى صادقُ الشعر العزاءيَمينَ الله إن الصدق باقوإنْ أصحابُه سكنوا العَراء
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.