إن العطاء مطية الأرواح
لبلوغ ما ترجو من الأفراح
والله ما استويا بذول مُخلصٌ
ومُقتّر في شُحّه الفضاح
إن الجواد – بجوده - أسر الورى
حتى شدَوْا بعطائه الصّداح
لا شيء - بعد الدِين - يرفعُ أهله
كالجود يروي طيّبَ الإصلاح
والشحّ يُورث - في الضمائر - حسرة
تُفضي إلى مرثيّة وجراح
والناسُ أعداءُ البخيل جميعُهم
ويروْنه - في الخلق - كبش نطاح
يحيا لكنز المال في دنيا الورى
هو مدمنٌ أمسى صريعَ الراح
لا شيء يشغله سوى ديناره
يسعى - له - في غدوةٍ ورَواح
لا يتقي المكروه بالمال الذي
قد حازه بمشقةٍ وكِفاح
وابن الفرات كم اتقى برغيفه
من جند (والي مصر) شرّ رماح
ما أجملَ الصدقات تدفع طارقاً
بالسوء ، يحصدُ غاليَ الأرواح
فلعل عبداً بالرغيف رمى الطوى
فاهتاج – بالدعوات - للفتاح
ولعل أمّاً أطعمتْ أولادها
فاسترسلتْ بدعائها المِلحاح
ولعل مُحتاجاً تملكه العطا
فدعا - لفارج همّه - بنجاح
يا ابن الفرات وقيت غائلة الردى
برغيف أمًّ مؤذن بفلاح
ما السهم إن شمخ الرغيف كجُنة
تودي بأي مَخاذم وسلاح؟
وعفا الذي يرجو العقاب لمن أسا
والأمرُ باء - على المَلا - بسماح
وصنائعُ المعروف تختصرُ المدى
فتقي من النكبات والأتراح
يا (ابن الفرات) بذلت بذلَ تفضل
فجزاك ربك أجره ، يا صاح
ورغيفك انتظم المدائحَ عذبة
نعم الرغيف يُخصّ بالأمداح
هي قصة غزتِ المَراجعَ كالضيا
يمحو الظلام قبالة المصباح
وحكاية - لأولي البصائر - حُققتْ
بيراعة الكُتاب والشراح
كم من مغالقَ فتحتْ بنصوصها
أكرمْ - بهذا النصِّ - مِن مفتاح
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.