رأوْني غداة الروع لستُ بمجرمِوما جاوزتْ نفسي حدودَ التأثمِرأوني ملاكاً طاهراً ومطهراًبأخلاق صدّيق وترجيع مُحْرمودارتْ رحى الإطراء والمدح والثنابتحبير مفتون وتدشين مُغرمكأنيَ لم أخطئ ، وما كنتُ مُذنباًوبالسوء لم أجهرْ ، ولم أتكلمرآني بريئاً كل خِب مُغالطٍفهل كان عمّا قاله اليومَ بالعمي؟وكم كالَ أوصافاً نكرتُ بريقهاوغالى بلا حدٍ بلفظٍ مُنَغموبالغ أقوامٌ ، فلم يتورّعواومازلتُ أعلو في رؤاهم وأستميفمن قائل: هذا أصيلٌ مُكَرّمٌوكان يراني قبلُ غيرَ مُكَرّمومن قائل: هذا صحابي عصرنافهل كنتُ حقاً للصحابة أنتمي؟ومن قائل: هذا حكيمٌ مؤدبٌوأعدلُ مسؤول ، وخيرُ مُحَكّمومن قائل: هذا فريدُ زمانهِفليس له في عالم الإنس من سَميومن قائل: هذا تقيٌ ودَيّنٌونفديه بالأموال والنفس والدمومن قائل: هذا خطيبٌ مفوّهٌفأكرمْ به من نابغ متكلمومن قائل: هذا المبجّلُ خيرُناله في قلوب الكل حبٌ مُتيّمومن قائل: كم كان يعطي تفضلاًويبذل ماءَ الوجه طوعاً لمُعْدَمومن قائل: كم كان ينفق مالهيريد النجا من حر نار جهنمومن قائل: كم كان ينصح مَن غفابقول لطيفٍ من سنا الذكْر مُحْكمومن قائل: كم كان يفتح دارهُلمن حلّ ضيفاً أو طريداً ليحتميومن قائل: كم عاش شهماً معززاًوأنى نرى من مثل هذا بأشهمومن قائل: كم صدّ عُدوانَ مُفتروأودى بفظٍ مقرف الطبع مُجْرمومن قائل: كم بلغ الحق واضحاًبأقوى دليل ليس قط بمبْهمومن قائل: ما غيّرتْهُ مواقفٌبل كان يبلوها بدون تجهمومن قائل: لم يعرفِ الكِبْرَ قلبُهُويلقى مراراتِ القضا بتحَلمومن قائل: عفُ السجايا مُوَحّدٌوأكرمْ به من طيّب السمت مُسْلمرأونيَ بعد الموت أستأهلُ الرضاولستُ الذي كم خصّ فوهُ بعَلقمفقلتُ: هدادَيكم ، وردوا تساؤليبمنطق أفذاذٍ بدون توهمألم تقطعوا وصلي بدون مبرر؟فأبئسْ بجَمْع عن سنا الوصل مُحْجمألم تهدموا داراً بمالي ابتنيتُها؟ودمعي جرى يأسى لبيتٍ مُهَدّمألم تسرقوا أرضاً بأحقر حِيلةٍبعقدٍ بحبر الزيف عمداً مُرقمألم تنهبوا مالي بغير جَريرةٍولمّا يكنْ للغاصبين بمغنم؟ألم تسلبوا الأسفار كانت أمانةكأنْ ليس في دين الهُدى بمُحَرّمألم تجرحوني بالتجني تشفياًبلفظٍ فظيع من لظى الكيد مؤلم؟ألم تشمتوا لمّا دَهتْني مصائبي؟فهل هذه السوآى تليقُ بمسلم؟أما حِكْتمُ البهتان عني تطاولاًوصوّبتمُ نحوي بهِ شر أسهم؟تناقضُكم يُزري بغر أماجدٍولا تستوي الأعنابُ قِيستْ بحُصرُموحاولتُ جَهدي أن أغيّر طبعَكموما كان لي من مأرب أو مَزعمسوى أن أراكم في البرايا أعزةوخابت ظنوني والحجا باللظى رُمِيوأنذرتُكم: عُقبى التدني فظيعةولمّا أكنْ في الوعظ بالمتوهمألم تجعلوا مني مثالاً لسُخفكموكِلتم عذاباتي بكل تبرم؟وأهدرتمُ حقي ، وشِدتم كآبتيفعانيتُ من عيش مَرير وحُلكُموجَرّعتموني الشيحَ قسراً بلا حياولم تقدُروا قدري بكل تجهمولوّثمُ صِيتي وعِرضي وسُمعتيفهل كنتُ فيكم يا غثا كابن مُلجم؟فلا أنتمُ مني ، ولا أنا منكمُلقد بعتمُ ودّي بأبخس درهمفهيا اغرُبوا عني ، فقلبي قلاكمُومن ينتسبْ للبُهت ينصبْ ويندمولا تشملوا قبري بأي زيارةٍسيفضحُكم قبري قليس بأبكمأنا لم أكن شيطانَ قومي لتعتدواأما ضِيفَ لاسمي بينكم لفظ مُلهم؟وما عشتُ فيكم دون أدنى كرامةٍلتدحضَ أخلاقي أباطيلُ لوّمولا كنتُ نذلاً أستهينُ بعِتْرتيولم أتناولْ عيبَ قومي بمرقميوما كنتُ هتاكاً لحُرمة خلتيوعشتُ ألاقي خذلها بالتبسّمفهل كنتُ أستجدي الرضا متحمّلاًبلاءَ أناس – في العزائم – خوّم؟رمَوني بما هم أهلهُ من رذائلولمّا يكنْ أمري عليهم بمبهموهُنتُ عليهم ، ثم هانت شرافتيوكنتُ على هجرانهم غيرَ مُرغمولكنني ناولتهم ما توسّموامن البُعد ، إذ فيهِ انطلاقي وبلسميوإذ مت قد أصبحتُ بدراً بليلهموأمسيتُ بين الناس غيرَ مُذمّموقد أصدروا عفواً يُعرّي انحطاطهموإن انحطاط المرء يُزري بمَعْلموأجمِلْ بعفو يُجْتنى بعد قدرةٍفمقدرة المغوار تسمو بقيّموماذا يُفيدُ العفو إذ شرّف الردىوجاد به الأوغادُ في ساح مأتم؟وما العفوُ إن كان العداءُ مُبيّتاًولا يُظهر المظلومُ أي تظلم؟ومن قال: إن الود يصفو بعفوكم؟ندمتم ، ولكنْ لات ساعة مَندموما عفوكم ، والعبدُ أدخِلَ قبرَهُ؟ألا نبئونا يا دعاة التفهّمألا إنني لا أقبلُ اليومَ وُدّكموإن ادّعاءَ الصفح يُنبي بمأزمكفاني هواناً أن شهدتم جنازتيوكنتم بها عِبئاً يَزيدُ تألميولو لم أكنْ ميْتاً ، لكنتُ طردتُكموبالغتُ في زجْري ، ولم أتلوّملماذا أتيتم تُزعجون جنازتيوما لي بها حام ، وما لي بها كمييذودُ عن المجنوز ، يحمي صِيانهُويُزري بدُهقان خذول غشمْشَميُنفذ ما أوصى ، ويرعى ذِمارهرعاية فذٍ يزدري كل أيهمومَن عابني حياً ، وأزرى بهمّتيوصَوّبَ نحوي في التلاحي بأسهمولمّا يصُن وُدّي ويأسى لنكبتيويَرثى لفقداني ، ويهفو لمقدميفعن أي شيء عفوه اليومَ يا تُرىوخذلانه بادٍ ، وليس بطلسم؟حرامٌ عليه اليوم أن يُشْهرَ الوفالأن شحيحَ النفس عن بذله عميأثم إذا مت احترمتم أخوتيوعزيتمُ أهلي بقول مُنمنم؟وكِلتم أماديحي ، وذِعتم مناقبيبترجيع إنشادٍ وسجْع مفخم؟كأني بكم أدركتموها مؤخراًوجئتم بنص مستبين منظمعجيبٌ أيأتي العز والفخرَ ميّتٌويُعرف بين العالمين كضيغم؟أوَقرتمُ المسكينَ بعد رحيلهأأوقفتمُ التجريحَ كي تحقنوا دمي؟أأهداكمُ الجسم المسجى مواعظاًفأبديتمُ الإطراءَ بعد التندم؟أأبكاكمُ النعش استكانت حِبالهوأخفى دموعَ الزيف بعضُ التكتم؟أأحزاكمُ عِطراً كفينٌ مُمَددٌففاءتْ فلوبٌ من ضلال مُخَيّم؟أأغراكمُ نومي وحيداً مُجندلاً؟فعما قريب أنتمُ شر نوّملقائي بكم عند المليك ، فأبشرواورب السما في الحُكم ليس له سمي
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.