خَبرتُ بأمْرك يا مُصلِحَة
وأعجبني القولُ ، ما أملحَهْ
وأرهفتُ سَمْعي لمَنطوقه
فكان الجديرَ بأن أمدحَه
فقلتُ: ألا كَرِّري نصهُ
وقلبي تعَشَّمَ أنْ أشرحه
لعلي أفكِّرُ فيما حوى
مِن الفِكَر الفذة المُفصِحة
عليكِ مِن الثوب مَستورُه
وما كنتِ بالسلفع المُسفحة
وكم مِن وشاح طغى سِترُه
فبُوركتِ يا رَبة الأوشحة
وقالوا: أتيتِ الغداة ضحىً
فشرَّفتِ غادية مُصبحة
وقلتِ: وقولك مُستغلقٌ
عليهم ، فما فيه مِن صَحصحة
لحُرَّاسِيَ المجدُ إذ جئتِهم
فواللهِ ذي جيئة مُفرحة
وقولكِ يهزمُ جيشَ العِدا
ويُودي كلامُكِ بالمَسلحة
ولو أن جُندِي دَرَوا شأنه
لكان أشدَّ مِن المَذبحة
حنانيكِ هذا الكلامُ سبا
جِناني ، فردَّدتُ: ما أوضحه
جميلُ العبارة ، عذبُ الشذى
تأملتُ فيه لأستروحه
يُذكِّرُنا بالمآل الذي
حقيقٌ على النفس أنْ تُصلحه
وإلا فعُقبى التردِّي لظى
بحال مِن الذل مُستقبحة
وأغلالُ تُورثُ نفسي الأذى
وتجعلها – في البلا - مُقمَحة
معانيكِ تأسرُ مَن ذاقها
وأما المُراد فما أفصحه
وَعَيتُ مُرادكِ أختَ الهُدى
وأدركتُ ما فيه مِن مَصلحة
فأختي لآدمَ ، أسدي لها
عطاءً ، تِجارتُه مُربحة
سأسعدُ قلبَكِ يا أختنا
بجُودٍ تُسرِّين أنْ أمنحه
لأنكِ جئتِ بقول سما
وكان أشدَّ مِن الأسلحة
تربَّعَ في القلب مضمونُهُ
ودُراتُه تُشبه المِسبحة
أمرتُ بأجمالَ في نوقِها
وبعضِ الغنيمات يا مُصلحة
وقلتُ: مِن المال أعطوا لها
كما تشتهي الفذة الدردحة
ليوم التلاقي أزيدُ العطا
فما أجملَ الجودَ بالبحبحة
سينفدُ - والله - ما عندنا
لماذا التناوُشُ والدردحة؟
وللشح قومٌ ترَدَّوا به
فهيهات للأجر أن يربحه
سوى مَن يجودُ على سائل
ليُدركَ مِن جُوده مَطمحَه
ويبقى الذي عند رب الورى
لتحظى به الأنفسُ المُفلحة
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.