هذي الأمومة في ديوانها نُقِشتْ
وبالحنان سَمَتْ ، وبالصفا اتصفتْ
رغم العذابات تُحنِي الهامَ شِدَّتُها
فما استكانتْ ، ولا كَلتْ ولا نصبت
ماري رأيتُكِ في الميدان فارسة
والحربُ من حولها ناراً قد اشتعلت
إذ مات زوجُكِ ، والأوضاعُ عاصفة
ما الظن بامرأةٍ ثُكلى إذا افتقرت؟
تأسى ، وأطفالها الأيتامُ أربعة
باتوا بفقرهمُ يَلقَون كلَّ عَنَت
في قرية بطرتْ عمداً معيشتها
ولو أنابت إلى الرحمن ما بطرت
في عالم يَقهرُ الأيتامَ يَحرمُهم
من العطاء ، لهم حقوقه وجبت
وبنتُ (بيفان) لم تفتُرْ عزائمُها
وللمصائب والأهوال ما رضخت
وحولها الناسُ لكنْ لا قلوبَ لهم
وعن بليتها عيونهم عَميت
وشوَّهتْ شدة (الإكروم) خِلقتها
وكل سِحنة حُسن بالسِّقام مَضت
حتى الملامحُ غاضتْ في بشاشتها
والقبحُ خيَّمَ ، والنضارة انتحرت
والوجهُ أبئِسْ به ، طمَّتْ ضخامته
وأفقدتْه صُوىً (ماري) به عُرفت
ولو نظرت إلى الأطراف جَندلها
شؤمُ التضخم مِن تأثيره يبست
واستغربَ الناسُ مَرآها ومنظرَها
كأنها بالذي مَرَّتْ به مَسِخت
وزادها الفقرُ إيلاماً ومَسكنة
لكنها مِن زوال العُسر ما يئست
حتى إذا عُقدَتْ أخزى مسابقةٍ
لولا سخافة أهليها لمَا عُقِدتْ
عنوانُها: (أقبحُ النسوان) موعدُها
شهرٌ ، ومِن بعده الرسومُ قد فرزت
فاختارها القومُ ، فالتشويهُ طابعُها
كأنها بخِلال القبح قد خلقت
والناسُ ما أدركوا الإحراجَ يَقتلها
لولا عِيالٌ لها والفقرُ ما قتِلت
فازت بجائزةٍ ما كان أحقرَها
في القبح سُحقاً لها واهاً لما فعلت
والسيركُ يَشهدُ في دريم لاندهِمُ
بأن (ماريْ) على معنى الإباء جنت
والسيركُ في (رينج لنج) ذاعَ صورتها
بمنظر يُفجعُ العيونَ إن نظرت
هل بنت (بيفانَ) وحشٌ كاسرٌ شرسٌ
به الجماهيرُ إمَّا عاينتْ فتنت؟
ضَحَّتْ لتُطعم بالتحقير أربعة
هي الجميلة في تقدير مَن ولدت
ضَحَّتْ بسُمعتها في كل مُصطدم
وبعد لأي بسِكين الفدا ذُبحت
ماريْ بصرتُكِ قرباناً ، وفِديتُه
هذي القصيدة إذ بالدمع قد كُتبت
قربانُ قدِّمَ للأولاد تضحية
في مذبح الحب كم دماؤه سفكت
في كل سِيركٍ دِما ذبح يُمارسُه
أصحابُ أيدٍ غلا أثمانه دَفعت
ماريْ تأثرتُ بالأقصوصة اجتذبتْ
حَسّي ، فترجمتُ ما يراعتي نقشت
ولا أجيز الذي أتيتِ من حِيل
فإن شِرعتنا عن كل ذاك نهت
لكنْ أوضحُ ما بالأم مِن شفق
ولا أبرِّرُ يوماً باطلاً صَنعت
لو كنتِ مسلمة دَعَوتُ مُبتهلاً
وقلتُ: يَغفرُ ربُّ الناس ما عملت
لا يوجد تعليقات.