قصة جامعة ستانفورد! - أحمد علي سليمان

بأهوائه الإنسانُ يَغتاله الردى
وتُزوَى جهودٌ عن مقاصدها سُدى

وكم عَز أقوامٌ برأي مُسَدَّدٍ
وحازوا به شأناً ومَجداً وسُؤدَدا

وكم ضلَّ أقوامٌ بطيش مُؤصَّل
وكانوا على سُوء النتائج شُهَّدا

و(ليندا) أتتْ والزوجُ تَستعطِفُ المَلا
وتطلبُ تخليداً أجَلَّ وأمجدا

تُعَزي به نفساً تعاظمَ كربُها
وما إنْ يَنِي حتى يَعودَ مُجَدَّدا

وهل مثلَ فقد الإبن ضُرٌ يُصِيبُنا؟
مصابٌ ورب الناس أعتى مِن الردى

أتتْ والذي في القلب يَعلمُه الذي
يُضِلُّ مَن استخزى ، ويَهدي من اهتدى

أتتْ تطلبُ المعقولَ يَجبُرُ خاطراً
و(هارفاردُ) فيها الرأسُ صاولَ واعتدى

ولم يَكترثْ بالأم تبكي وحيدَها
وتنعى شباباً كان بالأمس أغيَدا

تُناشدُه مبنىً له إسمُ شِبلها
وقد مات في (هارفاردَ) ، منها قد ابتدا

بجامعةٍ كم كان يَعشقُ جوَّها
وكانت لنشر العِلم داراً ومَوردا

فقال الرئيسُ: الأمرُ ليس مُسَلماً
وأرفضُه نصاً ورمزاً ومَقصِدا

ولستُ الذي يُعنى بذكراه لحظة
فكُفي عن الأوهام ، واختصِري المدى

فقالت: سنبني باسمه الصرحَ شامخاً
هناك بكاليفورنيا مَوئل الفدا

بجامعةٍ مِن فوقها الاسْمُ مُشهَرٌ
به كل غادٍ يَدرسُ العِلمَ قد شدا

يُقالُ لها (استانفوردُ) أسمى منارةٍ
وإنَّ لها صِيتاً وعِزا ومَحتِدا

وكان الذي قالت ورامتْ ووصَّفتْ
فجامعة (استافوردَ) كان لها الصدى

بأهوائه الإنسانُ يَغتاله الردى
وتُزوَى جهودٌ عن مقاصدها سُدى

وكم عَز أقوامٌ برأي مُسَدَّدٍ
وحازوا به شأناً ومَجداً وسُؤدَدا

وكم ضلَّ أقوامٌ بطيش مُؤصَّل
وكانوا على سُوء النتائج شُهَّدا

و(ليندا) أتتْ والزوجُ تَستعطِفُ المَلا
وتطلبُ تخليداً أجَلَّ وأمجدا

تُعَزي به نفساً تعاظمَ كربُها
وما إنْ يَنِي حتى يَعودَ مُجَدَّدا

وهل مثلَ فقد الإبن ضُرٌ يُصِيبُنا؟
مصابٌ ورب الناس أعتى مِن الردى

أتتْ والذي في القلب يَعلمُه الذي
يُضِلُّ مَن استخزى ، ويَهدي من اهتدى

أتتْ تطلبُ المعقولَ يَجبُرُ خاطراً
و(هارفاردُ) فيها الرأسُ صاولَ واعتدى

ولم يَكترثْ بالأم تبكي وحيدَها
وتنعى شباباً كان بالأمس أغيَدا

تُناشدُه مبنىً له إسمُ شِبلها
وقد مات في (هارفاردَ) ، منها قد ابتدا

بجامعةٍ كم كان يَعشقُ جوَّها
وكانت لنشر العِلم داراً ومَوردا

فقال الرئيسُ: الأمرُ ليس مُسَلماً
وأرفضُه نصاً ورمزاً ومَقصِدا

ولستُ الذي يُعنى بذكراه لحظة
فكُفي عن الأوهام ، واختصِري المدى

فقالت: سنبني باسمه الصرحَ شامخاً
هناك بكاليفورنيا مَوئل الفدا

بجامعةٍ مِن فوقها الاسْمُ مُشهَرٌ
به كل غادٍ يَدرسُ العِلمَ قد شدا

يُقالُ لها (استانفوردُ) أسمى منارةٍ
وإنَّ لها صِيتاً وعِزا ومَحتِدا

وكان الذي قالت ورامتْ ووصَّفتْ
فجامعة (استانفوردَ) كان لها الصدى

مناسبة القصيدة

(وتلك قصة حقيقية ، وقعت أحداثها في أمريكا عام 1884م عندما نقرأها بتمعن ندرك أن فيها عبرة وعظة! وأجعل عنوانها (لا تحتقر أحداً!) وتبدأ أحداثها عندما توقف القطار في إحدى المحطات في مدينة بوسطن الأمريكية ، وخرج منه زوجان يرتديان ملابس ريفية تقليدية بسيطة. وكانت الزوجة تتشح بثوب من القطن ، بينما يرتدي الزوج بزة متواضعة صنعها بيديه. وبخطواتٍ خجلة ووئيدة توجه الزوجان مباشرة إلى مكتب رئيس "جامعة هارفارد" ، ولم يكونا قد حصلا على موعدٍ مسبق! فقالت مديرة مكتب رئيس الجامعة للزوجين القرويين: "الرئيس مشغول جداً" ، ولن يستطيع مقابلتكما قريباً! ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة الريفية التي قالت بثقة: "سوف ننتظره". وظل الزوجان ينتظران لساعاتٍ طويلة أهملتْهما خلالها السكرتيرة تماماً على أمل أن يفقدا الأمل والحماس البادي على وجهيهما وينصرفا. ولكن هيهات ، فقد حضر الزوجان – فيما يبدو – لأمر هام جداً! ومع انقضاء الوقت ، وإصرار الزوجين ، بدأ غضب السكرتيرة يتصاعد ، فقررت مقاطعة رئيسها ، ورجته أن يقابلهما لبضع دقائق لعلهما يرحلان! وهزالرئيس رأسه غاضباً ، وبدت عليه علامات الاستياء ، فمن هم في مركزه لا يجدون وقتاً لملاقاته ومقابلتة ، فضلاً عن أنه يكره الثياب القطنية الرثة وكل من هم في هيئة الفلاحين الريفيين البسطاء! ولكنه وافق على رؤيتهما لبضع دقائق لكي يضطرا للرحيل. وعندما دخل الزوجان مكتب الرئيس ، قالت له السيدة أنه كان لهما ولد اسمه ستانفورد الحفيد ، على اسم جده ، كان قد درس في "جامعة هارفارد" لمدة عام لكنه توفى في حادث ، وبما أنه كان سعيداً خلال الفترة التي قضاها في هذه الجامعة العريقة ، فقد قررا تقديم تبرع للجامعة لتخليد اسم ابنهما! وهنا لم يتأثر الرئيس كثيراً لما قالته السيدة ، بل رد بخشونة : "سيدتي ، لا يمكننا أن نقيم مبنىً ونخلد ذكرى كل من درس في "جامعة هارفارد" ثم توفى ، وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من المباني والنصب التذكارية! وهنا ردت السيدة: نحن لا نرغب في وضع تمثال ، بل نريد أن نهب مبنى يحمل اسمه لجامعة "هارفارد" ونقوم ببناء المبنى على حسابنا الخاص. لكن هذا الكلام لم يلق أي صدىً لدى السيد الرئيس ، فرمق بعينين غاضبتين ذلك الثوب القطني والبذلة المتهالكة ورد بسخرية: "هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى؟! لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار! فأجابت السيدة: أعلم التكاليف الباهظة ، ولكن هذا لا يخصك ولا يخص الدولة ، نحن سنقوم بالبناء ودفع تكاليفه! فساد الصمت لبرهة ، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين ، وهنا استدارت السيدة وقالت لزوجها: "عزيزي سيد ستانفورد: ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة ، فلماذا لا ننشئ جامعة جديدة تحمل اسم ابننا؟" فهز الزوج رأسه موافقاً ، غادر الزوجان ليندا ستانفورد وجين ستانفورد ، وسط ذهول وخيبة الرئيس ، وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا جامعة ستنافورد العريقة ، والتي ما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما ستانفورد الحفيد الذي لم يكن يساوي شيئاً لرئيس جامعة "هارفارد" ، وقد حدث هذا عام 1884م! يا ناس ، من المهم دائماً أن نسمع للآخرين من حولنا ، وإذا سمعنا أن نفهم ونصغي ، وسواء سمعنا أم لا ، فمن المهم أن لا نحكم على الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم ، ومن المهم أن لا نحكم على كتاب أبداً من عنوانه! وهي قصة حقيقية رواها "مالكوم فوربز" ومازالت أسماء عائلة "ستانفورد" منقوشة في ساحات وعلى مباني الجامعة إلى اليوم! وتأثراً بالقصة الطريفة كتبت هذه القصيدة كنصيحة! حيث إنه ينبغي علينا أن نتعلم أدب الحوار ولا نسخر من الخرين ولا نستهزيء بهم! والعاقل من وعظ بغيره! ولقد يكون الصواب مع غيرنا من الناس وليس معنا! وإذن فلا ينبغي أن يكون حوارنا مع الآخرين كحوار الصُّمِّ البُكم العمي ، الذين لا يستمع أحدهم للآخرين ولا يستمعون له! ولا يرى أحدهم الآخرين ولا يرونه! ولا يتكلم أحدهم إلى الآخرين ولا يتكلمون إليه! ليست هذه لغة تفاهم قط!)
© 2025 - موقع الشعر