تعيشُ المُروءة فيمن سما
عزيزاً ووحَّدَ ربَّ السما
وقدَّمَ معروفه مُحسناً
وعاشَ بتوحيده مُسْلما
ولم يَقبل الضيمَ مهما جرى
ولم يُلفَ في الناس مُستسلما
فإما انتصارٌ يَسودُ به
ويَغلب مُستكبراً مُجرما
وإما الشهادة يَحظى بها
على مَتنها العبقريُّ استمى
و(كُنكا) بنُ موسى له صَولة
ودينٌ عظيمٌ إليه انتمى
وجندٌ كِرامٌ على رأسِهم
بهم إنْ عَتتْ مِحنة يُحْتمى
مَقولتُه عذبة فذة
رآه الورى عَبرَها ضيغما
يَغار على الحق يَحيا له
ولو أشربَ الشِّيحَ والعلقما
ولا يَخذلُ الحق مُستغنِياً
وليس يُسَلمُ أرضَ الحِمى
وأرَّقهُ أسر أم غفتْ
وبنتٍ لها ، غدَتا مَغنما
وأيقظه مِن سُبات فتىً
وأناتُهُ ثاعِباتٌ دَما
يُناجيه أنقذهما سيدي
وناشدْ بمجهودك المُنعِما
فساءلَ (كُنكا) رئيسَ العِدا
عن السِّت والبنت أين هما؟
فقال: هنالك في دِيرنا
أمام الحظيرة مِثلُ الإما
فقاطع (كُنكا) أراجيفهُ
وجَرَّحَهُ الدمعُ لمَّا همى
وقال: أريدُهما قبل أن
يَحِين المساءُ وأن تندما
فحُرِّرَتا مِن قيود الأسى
وأمسى الدهاقينُ مِثلَ الدُّمى
و(كُنكا) تحَللَ مِن ذنبها
ومِمن بَغى اسطاعَ أن يَنقِما
لا يوجد تعليقات.