زوانيَ الموتُ عن أهلي وعن وطنيوزجَّ بي الوَجْدُ في مَرثيَّة الوَهنِواشحَوحَبَ الجسدُ البالي على عَجَلفرْداً يواسِي زوالَ المَنظر الحَسنيبكي على نضرة الأحوال جندلهاحتفٌ مُبيرٌ دهى محاسنَ البدنينعِي رحيلي وحيداً عن بُلهنيةٍما كان قلبي بها يوماً بمُفتتنيأسى أسيفاً لِما أودَى بعَزمتهيشكو أسى عاثر البلواء والمِحنما قصَّرَ الأهلُ في تغسيل ميِّتهمبالدمع قبل طهور الماء يُنْظِفنيحتى إذا فرغوا جاؤوا بمنشفةٍفجففوا الماء مشفوعاً به دَرَنيومدَّدوا الجسمَ لدْناً لا حِراك بهِوبعدُ لفوه في لفائف الكفنوأخرجوني من الدار التي احتفلتْبالمُكث في أمِّها ردحاً من الزمنوالأهل قد حملوا الجثمانَ عن رغبما عاد للمَيْت مِن أهل ولا وطنوللجنازة معناها ومَحفلهاإذا أقيمتْ على شرائط السَّننوجُلُّ مَن حضروا حقاً ذوو عملمِن البوادي أتوا ، أو شاطن المدنألغوا مواعدَهم ، وأقبلوا قدُماًوفي الوجوه تعابيرٌ من الحَزَنالناصحون أتوا ، والهازلون أتواوشارك البعضُ مِن شام ومِن يمنوعند قبري انتهتْ آثارُ مِحنتهمفلم يَعُدْ أحدٌ منهم بممتحنوالبعضُ أعلنَ في الشجوى تكلفهونالني منه أطيافٌ من الشجنحتى إذا غيَّبَ اللحَّادُ جثتهُوردَّ (كُوفرتة) والشالَ ذا الشطنحلا الدعاءُ لقوم كنتُ رائدَهمدعَوا لعبدٍ بلطف الله مرتهنوالبعضُ صافحَ مَن جاؤوا يُشاطرُهمبمنطق لبق مِن مُفصِح لسنوعاد كلٌّ إلى أهليه ملتهياًكأنه لم يعِشْ شيئاً من الإحنوعِشْتُ وحدي بقبري مؤنسي عمليما كنتُ أصنعُه في السر والعلنكم اشتريتُ ، وما باليتُ عاقبةواليوم أدفعُ جَبراً غاليَ الثمنوكم تجَرَّأتُ مُغترَّاً بمَغفرةٍوكم عصيتُ ، وربُّ الناس يرقبنيوكم بذلتُ خيوراً لستُ أعلمُهاوكم رحِمتُ لعل الله يرحمنيوكم تحمَّلتُ أعباءً مُتلتلةكالبحر لم تُضنِه حُمولة السفنواليوم أمتِعتي حِيزتْ لمَن ورثوايقول كلٌ: هُدى الإسلام ورَّثنيأين المفاتيحُ لم تفتح لصاحبهاباباً فعنها نأى في مَدفن شطن؟أين الحقائبُ لم تحمل ملابسَهلها عليه كبيرُ الفضل والمِنن؟أين الديارُ نأى بالموت ساكنُهالمَّا تعُدْ للذي قد مات بالسكن؟فلن يعود لها ، ولن تعود لهذي سُنة ، كلنا نحيا على السُّننوأين أحذية تزهو بلابسها؟اليوم لمَّا يَعُد للبس بالقمِنأين الملابسُ؟ مَن بعدي سيلبسُها؟اليوم ذا كَفني بالطوع يلبسنيوعِيشة الناس من بعدي فما وقفتْعليَّ لمَّا يكنْ فردٌ بمرتكنوالمالُ أضحى حلالاً للألى خلفواوعنه ربُّ الورى في الحشر يسألنيوسوف أنسى كما نسِيتُ مَن سبقوافمَن مِن الأهل بعد اليوم يذكرُني؟عَزيتُ نفسي بنفسي غيرَ مكترثٍكالطير غرَّدَ محبوراً على فننلم تُنسني متعُ الدنيا نهايتهالأنني لم أعشْ فيها على دَخَنإني أصارحُ أقواماً بها فتنوالن تستفيدوا من الفوضى ولا الفتنوالقول أطلقه بلا مُواربةٍكالقول أطلقه بنصه المرنعُودوا إلى الله واحتاطوا لمِيتتكموالموتُ في غربةٍ كالموت في الوطن
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.