بربِّكَ كيف يأتي المجدُ سهلا؟
سُؤالٌ شائكٌ نصاً وشكلا
وبذلُ الجهد دَيدنُ كل حُر
يَحُوزُ بجهده عِزاً وفضلا
وليس المُطلُ مِن طبع النشامى
وليس يُطيقُ أهلُ البذل مُطلا
ويَدأبُ للعُلا أهلُ التسامي
وقد شغلوا بنيل السَّبق شُغلا
ولا يَهوَى التنافسَ غيرُ فذٍ
له طابَ العطا قولاً وفعلا
ولم يشغله حِرصٌ عن سُمُو
وفي ساح النزال يَجُرُّ خيلا
ويَزدَردُ الدغاولَ عَبقرياً
وإن لقيَ الأعاديَ ساق نصلا
وكم حَقرَ التكلفَ دون داع
وكم أدنى قراباتٍ وأهلا
وكم قلِبَ المِجَنُّ لمستريب
رأى في البذل تضييعاً وذلا
وكم خاضَ المَعامعَ دون خوفٍ
يُسربله ، فليس النصرُ سهلا
وكم نسجَ المناقب عبقريٌ
سما دِيناً ومَكرُمة وأصلا
ألا إن العزائمَ ليس تُشرى
بها عُرفَ الفتى مُذ كان طفلا
ويَفخرُ بالعزائم مَن يُضَحِّي
وتصقله الشدائدُ مُشمَعِلا
وفي التاريخ تصديقٌ لقولي
وواقعُنا على ما قلتُ دَلا
فما حاز المَكارمَ أي نذل
ويوماً ما استطاعَ لهن طولا
بنفسي قد بدأتُ فلا مَلامٌ
وما نافستُ في التنظير خِلا
فقصَّدتُ القصائدَ مُستعيناً
بربِّ الناس ، والقلمُ استُهلا
وناولتُ القريضُ كثيرَ جهدي
وبالتصحيح ضَمَّختُ السِّجِلا
وخولتُ المشاعرَ بعدُ شِعراً
يُخاطبُ ناصحاً قلباً وعقلا
وعمَّمتُ التجاربَ لم أخصصْ
لتنفعَ مَن تلا ، وتصُدُّ جهلا
وجُدتُ بما أعالِجُ مِن قضايا
وقولي كان فيما جُدتُ فصلا
وجادلتُ الخصومَ جدالَ نِدٍ
يُثيرُ جداله ليَلمَّ شَملا
وسَخرتُ اليراعَ لقول حق
يُفِيضُ كرامة ، ويُشِع نبلا
وما غازلتُ بالأشعار يوماً
سواقط أشتهي وداً ووصلا
وما تاجرتُ بالأشعار ، أرجو
وفيرَ المال ، بات الكسْبُ هزلا
وما أطريتُ فرعوناً لأحظى
بهُدنته ، وإنْ واجهتُ خذلا
وما جاملتُ بالأشعار عبداً
لمنفعةٍ ، ولا نافقتُ نذلا
وما سطرتُ في التدليس بيتاً
وما أحييتُ في التدشين حفلا
وما حَنَّ القريضُ إلى التدني
وحتى للخنا ما مال ميلا
ولم أضربْ بسهم في التدسِّي
فلستُ أحبِّذ الشعرَ المُخِلا
رأيتُ عزائمَ الأمور كنزاً
وفيها لم أكن يوماً مُقِلا
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.