أيأسٌ بعد أمل؟ - أحمد علي سليمان

يا صاح ، لا تلعب بك الرّيَبُ
فافطنْ لما تنوي ، وما يجبُ

واعملْ بما عُلّمتَ محتسباً
ما خاب - عند الله - محتسب

وادعُ الورى مستبصراً فهماً
واصبرْ إذا عابوك ، أو غضبوا

وادرسْ عن الأقوام تنصحُهم
إذ ليس شيءٌ ما له سبب

أنت الذي اخترت الهُدى ، فأدمْ
نصْحَ الألى - عن دينهم - رغبوا

وامهدْ لآمال بكَ ابتشرتْ
واثبتْ ، فلا ألقاك تضطرب

كم عشت بالآمال مصطبراً
لم تخش مَن بالباطل اعتصموا

أحرى بك اليوم ارتقابُ غدٍ
ما فيه تثبيط ولا رِيَب

يا صاح أيامُ الفتى دولٌ
تسمو بها الأعمالُ والدأب

فاشحذ طموحاً في السراب ثوى
إن الطموحَ الفذ يُطلب

والجاهلون اليوم قد جمعوا
أجنادهم ، والكيدُ ملتهب

والناس كم دانوا بباطلهم
لمَّا مضى الأفذاذ ، وانسحبوا

والدار في فوضى تمزقها
والموبقاتُ الهُوجُ ترتكب

والحق - في الأصفادِ - مُنجدلٌ
وهيبة الإسلام تُغتصب

فمَن لنصر الحق في زمن
أهلوه - عمداً - بالأذى اختضبوا

© 2024 - موقع الشعر