جعلوني أيأس - أحمد علي سليمان

تعسَ التسلط إذ يزيدُ البُغضا
ويسوقُ للنفس العذابَ المَحْضا

ويُؤجّجُ الأحقادَ يسبقها اللظى
ويُثيرُ - بين الأهل - نار الفوضى

ويُعكّر الصفوَ الذي يحيا به
قومٌ ، ويُوقدُ - في القلوب - البَغضا

تتحكمون ، ولا حياء يردّكم
فهل التحكّمُ فيّ أمسى فرضا؟

تتصرفون ، وهل أذِنتُ لكم بذا؟
أم أنه جشعٌ عليّ انقضا؟

أأبيتُ مُلتاعاً بفضل خبالكم
ويخوضُ في عِرضي الخلائقُ خوضا؟

أوَأشتكي الكُرباتِ مِن فرط الجوى
سَهرانَ لم تطعمْ عيوني غمضا؟

وأظلّ أجترّ القنوط تغيّظاً
وتفيضُ – بالدمع - المشاعرُ فيضا؟

وألوكُ أحزاني ، ويَجرفني الأسى
أنْ لم أجدْ - وسط الدياجي - وَمضا

أنا ما يئستُ مِن انفراج بليتي
كلا ، وأرفضُ ما صنعتم رفضا

أنا ما سَئمتُ ، فإن رحمة خالقي
في مُهجتي - واللهِ - تنبضُ نبضا

لكنْ يئستُ مِن التوافق بيننا
لمّا رأيتُ الدحضَ يتلو الدحضا

لمّا عجزتُ بأنْ أصدّ جماحَكم
ورأيتُ ظلماً مُستبيناً مَحْضا

واللهُ يحكمُ بيننا ، سبحانه
وأغضّ عمّا قلتُ فيكم غضا

فاللهُ خيرٌ حاكماً يا قومنا
فعلام يهجو بعضُ قومي بعضا؟

© 2024 - موقع الشعر