الفقرُ أهونُ من أذىً لا يرحمُفهل استجاب إلى النصيحة مَن عمُوا؟وأراه أسترَ للذين به ابتلوامِن جود مَن باسم العطيّة يَنقموأراه أخيرَ من رياءِ مَن ابتغوابزكاتهم دنيا الأنام ليستمواوأراه أجدرَ بالفقير من الغنىإن كان يحمل أهله أن يَظلمواوأراه أليقَ بالفقير تخوّفاًمن أن تكون له الختامَ جهنموأراه أحلى مِن مذلة مُنفقشكتِ الأراملُ عُجْبَه ، واليُتّموأراه أجملَ من سؤال معدّدٍنعماً ، وتبرأ مِن عطاهُ الأنعموأراه أحفظ للكرامة رتبةمِن جود مَن عن أي ستر يُحجِموأراه أحسنَ للنفوس يردّهاعن كل كِبْر في الخلائق يُذمموأراه بلسمَ من يَدِل بمالهوفق الهوى ، يُعطي المعوز ، ويَحرموالمرءُ يسعى في الحياة مجاهداًفتراه يَخسر تارة ، أو يَغنمولقد يُصيب من الثراء نصيبهولقد يُشاركه السؤالَ العُدمولقد يكون السعيُ أصدقَ قائدٍللفقر حتى لا يُحاز المَطعموتراه بعد غناه أرذلَ سائلقد كبلته ديونه والمَغرَموتراه محتاجاً يتوق إلى الغنىيحيا كما يحيا الفقير المُعدِموالأثرياءُ اليوم أغلبهم غثاوَهِموا ، كما وَهِم الغفاةُ الهُومأن المليك لحُبّهم قد خصّهمبالمال ، والدنيا بذلك تعلموالأمرُ ليس كما يقول مَن افترىفهمُ الذين تخرّصوا ، وتوهّموافعطاءُ ربي ليس صنوَ رضائهفلقد يجود على الألى قد أجرمواهل كان (فرعونٌ) حبيبَ مليكنا؟هل مثلُ (قارونٍ) يُحَب ويُكرَم؟وهل الإله أحب (هامان) الذيإجرامُه في الكفر شيءٌ يُعْلم؟وإذن فرزقُ الله للعبد ابتِلاولقد يُمرَّغ - في النعائم - مُجرموالفقرُ أفضلُ من غِنىً يُطغي الورافبه يُديمُ الذكرَ والوعظ الفموبه الجوارحُ تستقيمُ أمورُهاويظلُ يلهَجُ بالدعاء المسلموبه النفوسُ مِن الهوى في مأمنويُعَزُّ دينٌ في الضمائر قيِّموبه تصانُ عن الضلال سرائرٌما كان أقبحها إذا تتحكموبه تُصَدُّ مقاصدٌ عن غيّهاوالغيّ وسواسٌ يحُث ويُلهِمبالفقر يلتزم الشريعة مُخبِتٌوتراه يعمل بالهُدى ، ويُقَيموتراه أبعد ما يكون عن الزناوتراه بالأهواء لا يتكلموتراه مجتنباً لألوان الرّباإن الذي يُطغي المرابيَ درهموتراه عفاً عن مقارفة الخناإن الخنا دربٌ بغيضٌ مُظلملا يحتسي خمراً ، ولا يهوى الغِناففؤادُ مَن يهوي الأغانيَ مُعتملا يرتضي جَوْراً ، ولا يسعى لهفالفقر - مِن جَور البرايا - يَعصمويحسّ بالفقراء إذ هو منهمُوإذا طوتهُ حاجة يتألموتراه من بين الورى متواضعاًوإذا استبيحَ الحقُ فهْو الضيغمأما الغنيُّ فلا تسل عن هزلهلمّا يفته - من الهوى - متردَّمهو سادرٌ في غيّه بنقودهوله - إلى بُرج الخطايا - سُلموله جوادٌ في الصراع ، وحَربةوالدرعُ شدّتْ في القنا ، والصمصمهو فارسٌ يغشى الحياة مُحقِقاًبالمال ما يصبو إليه ، ويَحلمقد أقدرَ المالُ الغنيَّ على الزناوعلى الربا ، فالمال نعم المَغنموالمال صارفُ قلبه عن توبةٍوترى الفؤادَ لما جرى لا يندمويضجّ إنْ قومٌ أتوْهُ لحاجةٍوتراه لا يسخو ، ولا يتبسمحتى إذا طلبوا تغيّر لونهوإذا به - في لحظةٍ - يتهجمتعس الغنيّ ، ومَن سعى في دربهإذ منعُ حق السائلين المأثمويشذ عما قلت بعضُ مَن اتقىلثواب أخراهم جزيلاً قدّموازهِدوا ، فكان المالُ تحت نعالهموتعوّدوا إنْ يُسألوا أن يُكرمواوكذاك مِن فقرائنا مَن نستحيمِن فعلهم ، وكأنهم لم يُسلمواهجروا كتاب الله ، واعتادوا علىفعل الدنايا ، ثم لم يستعصموالكنْ كلامي عن فقير بائسمُدتْ يداه لجوقةٍ لم يرحموافاستوثقوا من فقره وعيالهوتثبّتوا في الأمر لم يتوهمواحتى إذا ما كان ميعاد العطاعمدوا إلى التصوير ، وهْو مُحرَّموالأمرُ في شرع المليك مفصَّلوالفصلُ جاء به الكتاب المحكمما جاءكم هذا الرسول به خذواودعُوا الذي عنهُ نهى كي تسلموالعن النبي من الورى مَن صوّرواهل حُرمة التصوير أمرٌ مُبهم؟لكنما قومٌ يُحبّون الرياويُخالفون الشرعَ مهما عُلمواجعلوا من الصدقات باب تنطعحتى يذل الحر ، وهْو مُكرّموإذا نصحتُ استكبروا ، وتندرواوإذا زجرتُ توعّدوا ، وتجهمواأفضيحة هذي تؤدب سائلاً؟أم جودُ مَن جادوا بكفٍ يلطم؟يا قومنا توبوا ، ولا تتعمدوافضح الفقير ، فإن ذاك محرمعار عليكم ، والذي رفع السمافتورّعوا عن مثله ، وتعلمواوالفقرُ أقربُ من شِراك نعالكمإذ تطلبون من الأنام ، لتحْرمواوتصورون لتفضحوا بين الوَرىوالدَوْرُ قسِّم ، والضحايا ترسَم
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.