أبو حنيفةَ أُستاذٌ لهُ وَرَعُهو الجَسورُ ، فلا يخافُ ما جمعُواإرادة ما لها في الناس من شَبَهٍورائدٌ في بيان الشَّرع يُتَّبَعإمامُ أهل التُقى ، والعلمُ طابَعُهُوالفِكرُ منهجه ، والعُدَّةُ الوَرَعكم كان يَمْحُو الدجى ، والعزُّ مِعْولُهُوالعزمُ مركبُه ، والقلبُ مُندَفِعوحاربَ الجهلَ في بيدا وحاضرةٍإن الجَهول ببذل العلم يَرْتَدِعولا تروجُ على الأيام شائعةٌوليس يُرفعُ بين الخلق مبتَدِعإن كان بينهمُ عِلمُ وداعيةٌيُبيِّنُ الحق حتي تذهبَ البِدَعوما ألمَّت بقوم فتنة عظُمتْإلا وكان لها مِن بينهم شِيَعومَركبُ التيه لا تجري على يَبَسٍفبحرُها الجهلُ ، والحمقى هم الشُرُعهمُ المَصابيحُ ، والجهالُ في ظُلَمشُمُّ الأنوف ، وفي القرآن قد رُفِعُواأبو حنيفة يأتي في مُقَدِّمةٍومَن تبقى فهم لفقهه تَبَعفِراسَةُ مِن مَعين الحق مَوْقدُهاوفي ترائبها الإحسانُ مُنطبِعوكان في عصره منارة سَطعتْوفوقها رايةُ التوحيد ترتفِعولم يَخفْ بأسَ مَن سادوا ومَن حكموالأنه بقضاء الله مُقتنِعمَوتُ الفتى قَدَرٌ قد خطه مَلِكٌفيم التخوف؟ إن الله مُطَّلِعوالعمرُ والرزقُ عند الله خالقنافكيف يقلق من بالدين يَدَّرِع؟خَصُّوا القضاءَ ، فلم يقبلْ عُروضَهمُوقال: لستُ لها ، والرهطُ مُنْخَدِعفكذبوه ، وقالوا: أنت فارسهُوأنتَ في الفقه يا أستاذنا سَبُعوأنت أعلمُ أهل الأرض قاطبةوأنت بالفقه والتوحيدِ مُشْتَرِعفقال: حيث رأى أميرُكم كذبيفلستُ أصلح يا أقوامَنا ارتدعواهذا قضائي على نفسي ، فلستُ لهالو كنتُ أصلحُ ، كيف اليوم أمتنع؟أبا حنيفة يا نحريرُ ، يا قَمَرٌيا من بمثلكَ أمرُ الدين يَجتمِعأجارك الله مِن عصر يموجُ بنالو كنتَ فينا إذن لهالك الفَزَعيُتاجرُ اليومَ بالفُرقان مُرتزِقٌوينسجُ الزيْفَ باسم الحق مُنْتَفِعوسُنَّةٌ لأبي الزهراء قد مُحِقَتْودارُنا لذباب الأرض تَتَّسِعوعزةٌ بنِعال الجَور قد وُطِئَتُوألسُنٌ بضلال القول تَندَلِعوصاحبُ الحق مجنوزٌ بحُرقتِهِوصاحبُ الزور للتصديقِ مُصطنِعأمَّا الفتاوى فقد بِيعتْ لراغبهافي سوق ذلتهم ، كأنهَا سِلَعوقد تسوّل باسم الوحي مُنحرفٌوألَّهَ المالَ ، أعمى قلبَهُ الجَشَعوغايةُ الوغدِ (فدّانٌ) بقريتِهإلى زوال ستَمضي هذه الضِّيِععلى حساب الهُدى يحيا أراذلُهموفي العزائم هُم أرانبٌ خُنُعأما أساتذةُ العلم الشريف مضوْاويرحمُ الله مَن لوجهه خَشَعواقومٌ أرادوا بهذا العلم خالقَهموعندما جاءتِ الدنيا ، فما رتَعُواوأخلصوا دينَهم مِنْ كل شائبةٍوعن رياءِ بما دانوا به ارتدعُواوغيرُهم لبريق المال قد سجدواوللترقي لدى أوثانهم ركَعُواوللحضيضِ بجَوف التيه قد هبطواوللأوامر مِنْ أصنامهم خَضَعُواباعوا الحنيفة بالدنيا فما ربحواوليس يدرون ما أعطوا وما دفعواوقَيَّموا العلم بالدينار فاحترقواوأفَسِدَ النُّصحُ والتذكيرُ والجُمَعيا ليت شِعري ، وقد باعوا ضمائرهمكأنهم في حضيض الطين قد صُرِعواوكم أضلوا الورى عمداً ليرتزقواقالوا: نعيشُ ، وفي التضليل قد وقعوايا ويحهم لَفَحَ التزييفُ عزمتَموعربد الجهل في الألباب والطَّمَعلم يقنعوا ببسيط العيش في رَشَدٍفعاش كلُّ ، وفي أحشائه جَشَعإذا رأيتَ تَبارِيْهم بما ادخرواتموتُ حَزنا ، ويَكوي عِزَّكَ الجَزَعتراهمُ مِن رغيد العيش قد نهلوالم يشكروا ، إنما الأوجاعُ تُختَرعيَشكون شِدَّةَ عيشٍ رغم ما حَصَدوايَشكون جُوعاً ، وهُم مِنْ لحمنا شبعوابين الأنام لهم عِزٌ وواجهةوإن تشَفعَ رهطُ مِنْهُمُ شَفَعُوالهم دروبُ حياةٍ ، خابَ سالكُهافبئسَ ما أحدثوا وبئس ما شَرَعواشَابُوا على بذل ماء الوجه ، ما عقلواتلك العمالةُ ، مِنْ ألبانها رَضَعُواسَحَابةٌ هذه في دارنا جَثَمَتْيا ليتَ شِعرِي إذن متى ستنقشِع؟أبَا حَنيفةَ كفكفْ عَبرةً هَطَلَتْفقومُنا اليوم كم عانوا وكم دمعواواسعدْ بأنك لم تدركْ مُصيبتَناولم تَعِش لترى ما قومُنا ابتَدَعوالكَ السَّلامُ ، ونارُ القلب مُوقدةٌحُزناً عليكَ أيا ذا الفَضْلِ يَا وَرِعوصَلً ربِّ على المُختارِ أسوتِناويَرحَمُ اللهُ مَن لهَديِهِ اتَّبَعُوا
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.