ولد الهُدى ، فأضِيئتِ الغبراءُووهادُها ، ورياضُها الغناءُوجبالها وسهولها ومُروجُهاوبحارُها وتلالها الشمّاءوبلادُها وقِفارُها وسماؤُهاونجومُها – في الليل - والأنواءوربيعُها وخريفها قد أشرقاوالصيفُ ضاء ، وضاء بعدُ شتاءوالليلُ زايل دُلجة وحُلوكةوتلألأ الإصباحُ والإمساءولد النبي (محمدٌ) ، فلتبتشرْهذي السما والناسُ والغبراءفعليه مِن رب السما بركاتهوصلاته وسلامه الوضاءولد الهُدى نسبٌ إلى العليا استمىضَمّته – في آفاقها - الجوزاءمُتفرداً بالمجد مُحتفلاً بهوعليه من حُلل الجمال بهاءمُترفعاً عن كل عيب أو هوىحتى نأتْ عن ساحه الأهواءمُتوشحاً بالمَكرمات يزفهاللعالمين تحوطها الأضواءمتبرئاً من كل إفكٍ مفترىوالصدقُ يَقْدُر قدرَه العظماءمتقلباً في طهر أرحام النساشهدتْ بذلك رَجْلة ونساءوسَمتْ به نطفُ الرجال شرافةحتى ليغبط شأوَه الشرفاءفأبوه بينهمُ بآمنةٍ بنىطاب القِرانُ ، وطاب بعدُ بناءمَن ذا يُضارعُه صُوىً أو مَحتِداًحاز السموّ ، فدونه العلياءفهو الخِيارُ مِن الخيار مِن الخيار ، وإنْ مدحتُ فدونه الإطراءوالجاهلية جُندلتْ وتصرّمتْوبكل بأس سُربل الكُبراءوأقلتِ البطحاءُ أطهر أمةٍسعدتْ ببدء وجودِها البطحاءفي بطن مكة بدء أمة (أحمدٍ)ومخاضُ مولدها ارتآه (حِراء)اقرأ (محمدُ) ، قال: لستُ بقارئفي موقفٍ عَظمتْ به البأساءمَن قال: لست بقارئ مِن عِلمهيتعلم الكُتابُ والقراءودعا - إلى الله - الأنام ، فأسلمتْفئة ، وأخرى جُلها سُفهاءوأقيم دينُ الله في دنيا الورىوانجابتِ الأصنامُ والظلماءوتفيّأ الناسُ الحضارة مَنهجاًوالدينُ ساد ، وتمّتِ النعماءوأظل دينُ الله أصناف الورىالتابعون ومن قلوه سواءلا جبرَ ، لا إكراهَ ، بل حريةكفلتْ لكلٍ ما يرى ويشاءعشرون عاماً والنبي مجاهدٌلتكون شِرعته هي العلياءلم يألُ جهداً في هداية قومهوله اهتمامٌ بالغ ودعاءحتى الألى لم يؤمنوا وتمرّدواذهبتْ بما طمحوا له الهيجاءوإذا ترى ملك الجبال مُخيّراًحتى تباد الطغمة الجُهَلاءفيقول: (أحمد): لا ، وربي مُخرجٌمنهم أناسِياً همُ الصلحاءهو رحمة للعالمين ونجدةوالتابعون له همُ السعداءهو منذرٌ خلقاً به لم يؤمنواوهو الذي مما افتروه براءومُبشرٌ مَن آمنوا وتمثلواأخلاقه حقاً همُ العقلاءهو شاهدٌ يوم الجزاء وشافعٌوالمقتدون به همُ الشهداءوشفيعُ أمته إلى رب السماإن قل في يوم الجزا الشفعاءصلى عليه الله جل جلالهمادام في الكون الوسيع سماءالصادق الشهم الأمين نعوتهأدلى بذا الأحبابُ والأعداءورأوْه أفضل مِن جميع رجالهمصدعوا بحق ليس فيه خفاءحتى إذا أتت النبوة أنكرواوتذمّروا ، واستكبروا ، وأساؤوافدعا لدين الله مُعتزاً بهسراً ، وواسى من إليه أفاؤوامُستلهماً سيَر الكِرام المرسلين بها سبيلُ المُهتدين تضاءلم يخشَ بأس أولي التعنت لحظةما للتعنت – في الصراع – بقاءفتعقبوا المستضعفين ، وأسرفوافي بطشهم ، واستفحل الإيذاءواسألْ بلالاً والرُّبا وسُميةعما جناه الطغمة البلهاءواسألْ كذلك آل ياسرٍ الألىشهدتْ - بما فجعوا به - الأفياءولديك في (أم الشريك) إرادةصمدتْ ، ولم تذهبْ بها الأرزاءناهيك عن (زنيرة) وثباتهالمّا استهان - بصبرها - الأعداءونبينا مَكروا به وبأهلهمَكراً تبدّى ، ليس فيه خفاءيا دار (أرقم) خبّرينا بالذيقال النبي وحوله النصراءومهاجرين إلى (الجنوب) تجشمواعِبء الرحيل ، وبالقلوب رجاءسَعياً إلى الملك (النجاشي) العظيم ليسلموا ، ويزول بعدُ شقاءوإذا بحمزة يوم أسلم زادَهمبأساً ، وسادت عِزة قعساءواستبشروا بالخير يطرق سُوحُهموغزا القلوبَ تآلفٌ وصفاءوالصف زادَ تماسُكاً وتآزراًيوم اهتدى (عمرٌ) ، وزال الداءوانفضتِ المِحنُ التي علقتْ بهموشدا مناخ بالهنا وفضاءوإذا بأهل الشرك يُجمعُ صفهموتكلم الساداتُ والزعماءوإذا بهم قد قاطعوا أهل التقىوالحقدُ عمّ ، وطمّتِ الشحناءوحِصارُهم للشِعب كان نكايةوكأنما أهل التقى غرباءونبينا في الشِعب عفٌ صامدٌوله ابتهالٌ مُخبتٌ وبُكاءوإذا بعام الحزن يُقبل مجهزاًجبراً عليه ، فزادتِ اللأواءماتت (خديجة) ، وانقضت أيامُهاوالحزنُ قد سُمعتْ له أصداءفعليكِ أم المؤمنين سحائبُ الرضوان ، هذي دعوة وحُداءوالعمّ مات ، وكان دِرعَ نبينافاهتاجتِ البأساءُ والضراء(والطائفُ) انطلقتْ خِلافَ نبينابحجارةٍ ألقى بها الأبناءوأتاه (عدّاسٌ) يُجففُ دمعهويقول: أنت مِن السباب براءفي كفه عنبٌ ، ويذكر (نينوى)ويجودُ جوداً خطه الكرماءويعودُ (أحمدُ) للديار وأهلهاوتسيلُ من قدم النبي دماءوالمشركون أتوْا إليه ، وجادلواولكل فردٍ – في الجدال - دهاءقالوا: تشق لناظر بدر التمام لقطعتين - لدى العيون - سواءحتى إذا ما انشق هاهم أعرضواوتنكبتهم فتنة عمياءوالله فرّج عن فؤاد نبيهحتى أتى المعراجُ والإسراءأسرى به المولى ، وأكرم شأنهوحَلتْ لأحمد ليلة ليلاءوالمسجدان فمؤئلان لرحلةٍسعدتْ بها الآفاق والأجواءوإذا بمعراج النبي إلى السماوتشرفت بقدومه الزرقاءويعود مبتشراً بنصرة دينهوعليه من حُلل الثبات رداءوعلى القبائل راح يعرضُ نفسهويجود يغبط جوده الدأماءويريدهم لله أخلصَ أعبُدٍوبهم تعز الشرعة السمحاءوالله منّ على الجميع بهجرةٍجاءتْ بها الخيرات والآلاءأمن الجميعُ ، ومُكّنوا في (يثرب)والدينُ عز ، ولم يشبْه خفاءوتفيأ الإسلامُ ظِل شَرافةمُتقدماً لمّا يَعقه وراءوالبيعة انعقدتْ ، وأشرقَ نورُهاوالدار عمتْ سوحَها الأضواءهي بيعة الرضوان خلد ذكرهاأبداً ، وقلدها الجمالَ وفاءواحتار أهلُ الشرك في صدّ الورىعن دعوة الإسلام ، ثم استاؤوافتجمّعوا في دار ندوتهم ضحىًولجمعهم في الملتقى خيَلاءواختار مُجتمعوه قتل (محمدٍ)حَلاً رَمته فِراسة وذكاءألقاه إبليسٌ لهم متخفياًأملاه نصاً ، فاستمى الإملاءومضى وخلّفهم على ما قالهوالدارُ تشهدُ ما أتى الأعضاءلكنهم شهدوا نجاة نبينابعيونهم ، وقلا العيونَ عماءوبنى النبي (قباءه) في (يثرب)طاب البناءُ ، وأفلح البنّاءأرسى دعائمه على تقوى المليك بساعديه ، فحبذا الإرساءوأتى فآخى بين كل مهاجرونصيره ، هل مثل ذاك إخاء؟مَن قسّموا الدور التي فيها أوَوْاوالمال قسّم بينهم ونساءوهناك في (بدر) بدتْ نفحاتهمإذ ساقهم نحو القتال نداءهم قد أرادوا العِير دون تلاحمفالعيرُ يعقبها غِناً ورخاءوقضى الإله خِلاف ما طمحوا لهوإذا قضاه فلا يُرد قضاءكرهوا لقا الأعداء ، فاقتيدوا لهوالنصرُ أدركهم ، فطاب لقاءوإذا (أبو جهل) يُجابه مَصرعاًفهذى ، وهل ينجي القتيلَ هُراء؟ومضى يُنددُ بالنهاية أجهزتْفوراً عليه ، ونال منه فناءخبراً غدا وحديث قوم جاهدواولهم بتعزيز النبي ولاءوقبيل (بدر) فارقته (رُقية)وأتى الصحابُ لهم جوىً وعَزاءويهود قد نقضوا العهودَ ، وأجرموالا يُرتجى مِن غادرين وفاءونبينا أجلاهمُ عن (يثرب)حتى يسود - من الفتون - نجاءوتآمر الأحزابُ ، بان نفاقهمصِنوان هم والطغمة الأعداءفي غزوة (الأحزاب) جُندِل صفهمإذ كان في عصف الرياح جزاءوالله ردّ الكافرين بغيظهملمّا ينالوا الخيرَ إذ هم جاؤوافاستدرجوا لهلاكهم في غزوةٍبل بالمصائب والهزائم باؤواوابن السلول يقود أشرس حملةٍوخِلافه – في الحَملة - السفهاءفي (حادث الإفك) الذي هو فتنةللمؤمنين ومحنة وبلاءوالله أوهن كيد من حاكوا الفِرىإذ عِرض (عائشَ) طاهرٌ وبراءواحتار أهل الشرك كيف خلاصُهممن (أحمدٍ) ، وتآمرَ الزعماءوالسمّ دُسّ بشاة (هودٍ) غِيلةوقِرى الضيوف الأكرمين شِواءفي بيت (هودٍ) غدرة وخِيانةلحمٌ بسم قاتل ، وحساءوتكلمتْ تلك الذراعُ ، وأفصحتْعما احتوتْ ، وزوى القدورَ خِباءوالله أنقذ (أحمداً) من كيدهمالداء منه ، ومنه كان دواءوأتى لمكة فاتحاً مستبسلاًوعليه من أرَج اليقين بهاءوالعشرة الآلاف فوق خيولهمالسلمُ غايتهم ، أو الهيجاءونبينا فيهم يُخيّرُ قومَهماذا ارتأيتم أيها الغوغاءماذا ظننتم بالذي أنا فاعلٌ؟فإذا الجواب يزفه الفصحاءقالوا: نراك أخاً كريماً طيباًوأبوك يمدحُ جُودَه الآباءفيُعقب (المختارُ) يا قومي اذهبوارَبحَ الخِيارُ ، فأنتمُ الطلقاءمَن كان في (البيت الحرام) فآمنٌإنا - على أرواحكم - أمناءومَن اغتدى في بيته هو آمنٌوله السلامة جُنة ووِجاءأو كان في مأوى (أبي سُفيانَ) بعدُ فآمنٌ ، إنا - بكم - رحماءوأتى إلى الأصنام يَحطِمها ضحىًالشركُ زال ، وأدبر الشركاءوالله مكّن للحنيفة والهُدىوأقامه الرئبالة الحُنفاءلا قهرَ ، لا طاغوتَ ، بل حُريةوالناسُ دانوا بالذي هم شاؤواحتى إذا حج النبي مُودّعاًبكتِ الحياة عليه والأحياءنصح الجميعَ نصيحة مَشفوعةبالحِرص يفقه كُنهها البُلغاءوالله خيّره فآثرَ قربَهورحيلُ (أحمدَ) نكبة دهياءوالنصرُ جاء وفتحُ مكة بعدهوالناسُ أفواجاً لسلم جاؤواورحيلُ (أحمدَ) سُنة حتميةما للخلائق – في الحياة - بقاءسبحان مَن يبقى ويَسأل يومهاوهو العليمُ بما يرى ويشاءالمُلكُ – هذا اليومَ – حقاً مُلكُ مَن؟فمن الذي يصبو إليه نداء؟فيجيبُ رب الناس: إن المُلك ليوالخلقُ لي والعيشُ والإفناءللواحد القهار ، ليس كمثلهشيء ، فمن تصويره الأشياء
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.