سُرَّ (البقيعُ) بمَوكِب الأفراحلا لطمَ فيه ، ولا حَسيسَ نُواحوالنعشُ مُبتهجُ السريرة باسمٌمُتوشِّحٌ بالصمت خير وشاحومُشيِّعو الجُثمان هدَّهمُ الأسىكلٌ بكى بالمَدمع السحَّاحونعى الجميعُ مُعلماً بلغ المَدىفي النصح والإرشاد والإيضاحوتأثرتْ برحيله مُهَجُ الورىأرأيت مِثلَ تأثر الأرواح؟واستمطروا رحَماتِ رَبٍّ مُنعموتوسَّلوا بالواحد الفتاحأن يرحم الشيخ الشهيدَ تفضلاًويُفيض مِن بركاته بصِفاحويَخصَّه بالرحمة اتسعتْ لهوالجَمعُ قال بنبرة المِلحاحيا ربنا فارحمْ (سعيداً) ، إنهكم عاش يدعونا إلى الإصلاحلم يرتزقْ يوماً بإبلاغ الهُدىمثلَ الألى في الناس كالأشباحأكلوا بدين الله ، لم يَتورَّعواوتبجَّحوا بهُرائهم في الساحوغدا (مُسَيلمة) إمامَ ضلالهموالبعضُ منهم يقتدي بسجاحالشيخ قاطعَهم ، وكَشَّفَ كَيدُهمواجتثَّ باطلهم بخير سلاحومجاهدٌ بالذكر يَختصر المدىبمسيرةٍ قرنتْ ببذل كِفاحنشرَ الحديثَ مُصحَّحاَ ومُنقحاًوأجادَ بين الناس نشرَ صِحاحوأقامَ حُجته ، ولم يكُ وانياًوبيانُه كتبلج الإصباحواستصحبَ البرهانَ يَقمعُ خصمَهمِثلَ السهام براحة النضاحنعمَ الأدلة ساقها نبراسُناتُزري بصاحب سَطوةٍ ووَقاحكم صَدَّ هجمة مُبطل لم يَمتثلأدبَ الحوار ، وساقطٍ ، وإباحيكم ردَّ فِرية مُفسدٍ مُتخرصمُتملق مُتزلفٍ سفاحلم يخشَ في الرحمن لومة لائمبل كان يُخرسُ مَن طغى ، ويُلاحيكان الطبيبَ مُشخصاً أمراضنالنعيش دون مَواجع وجراحكلية الطب التي شرُفتْ بهمنحتْ شهادتها بدون مزاحليكون دكتوراً له تشخيصُهأكرمْ بعالم طِبِّه المِنصاحوأوى إلى القرآن يدرسُ آيهوبه يسيرُ كحامل المصباحليُنير درباً ضُوعِفتْ ظلماتُهوالماكِثون به كما النزاحوعليهمُ اختلطتْ أمورٌ جَمةفإذا المباحُ غدا كغير مباحوطغتْ على الآنام أعظمُ فتنةفي غدوةٍ أودى بها ورَواححتى قضى سبعين عاما في المَضااليوم يرحلُ رحلة المرتاحإنا لنحسبه ، وربي حسبهأوحى لنا ذكراه نفحة واحونعى لنا نفساً دنا ميعادُهاوقضى فهل في النعي أي جُناح؟ووكيله الرحمنُ ، هذا ظنناإذ كان صاحب دعوةٍ وصَلاحأعطى وناصحَ ، لم يُطوِّع دينهوله صُوَىً في جهره اللماحكجواد سَبق ما ارعوى في ضبحهبل أكملَ المشوار بعد جماحوأتاه نُصَّاحٌ ضلالٌ نُصحُهمما انفك يَفضحُ (عِرَّة) النصاحالشيخ مات ، ولم تزلْ أسفارُهفي المكتبات كعاطر الألواحوالبعضُ تُرجم كي تُزخرفه اللغاوالبعضُ يُعطى حِسبة بسماحأنا يا(سعيدُ) على رحيلك آسفٌوأخصُّ بالإطراء والأمداحكتباً تركت وضيئة صفحاتُهاناحتْ عليك كسائر الأنواحعاينتُ في (الإسكندرية) حزنَهامُذ غالها نبأ بشرِّ صباحكانت تُجلك لا تسل عن جُودهاوخصِصت في (سَمُّوحَةٍ) بجَناحوبمسجد (الفتح) استقامت دعوةلم يمحُها يوماً تجبُّرُ ماحطلابُ عِلمك ما نسَوْك لحَيظةفاشمخ بصِيتك ، وابتشِر يا صاح(عبدَ العظيم) بكيتُ موتك والنوىلا يُرجعُ الأمواتَ أيُّ صِياحفي خير أيام قبضت ، وبقعةٍإن (البَقِيع) بها لخيرُ بِطاحضمَّتْ صحابة (أحمدٍ) وحريمهمخير الرجال همُ ، وخير ملاحستُجاورُ (الصِّدِّيقَ) خيرَ رجالناوتكون جار (الليث) والجرَّاحوتُراثك المذخورُ نحن دعاتُهولسوف يَحظى في الوغى بنجاحومن اهتدى بهداه فالبُشرى لهوله بهذا العيش كل فلاحهو منهجٌ متكاملٌ مسترشدٌهو غيرُ محتاج إلى الإفصاحإذ كل سطر فيه شمسٌ أشرقتْفزها بنص قاطع مِفصاحأو كالغدير حبا العِطاشَ نميرَهمَرحَى بماءٍ – للظِماء – قراحرباه فارحمْ يا رحيمُ سعيدَناهو يستجيرُ بربه الفتاحأبدله داراً فضلتْ عن دارهبُسِطتْ بأحلى سُندس فياحأبدله أهلاً فضلوا عن أهلهولهم كذلك أفضلُ الأرواح
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.