قرأتُ كلامَكِ يا حانية
بنفس لِمَا قلتِهِ واعية
عن الأب كانت حروفٌ سَمَتْ
وجَلّتْ عن الخوض واللاغِية
خواطرُ مثلُ القريض بدتْ
ويَنقصُها الوزنُ والقافية
أيا ابنة (بُومبيكَ) حُزتِ الرضا
بأقوال مِقدامةٍ واعية
وصَفتِ الأبوة إمَّا استمتْ
عن الهزل والخيبة الغافية
فكان الأبُ الشمسَ إنْ أشرقتْ
وضاءتْ سماءَ الدُّنا الصافية
وكان الأبُ الخيرَ إمَّا رَبا
فزالتْ به المِحنة الجاسية
وكان الأبُ الليثَ مُستبسلاً
ليَحميَ أسْرته الغالية
وكان الأبُ العِلمَ مُستيقِناً
يُناولُ أفكارَه الهادية
وكان الأبُ السِّلمَ إنْ أضرمتْ
على مَن رَعى الفِتنة الحامية
وكان الأبُ العطفَ إمَّا قسَتْ
ظروفٌ على مَن رَعى عاتية
وكان الحنانَ ، وكان الصَّفا
وإنْ يك ذا غضبة ضارية
وكان الوداعة في أوجها
وإنْ يكُ ذا همةٍ عالية
يَغارُ على بنته غيرة
تُجَنبُها الهُزءَ والداهية
ويَحنو عليها ، ويَرقى بها
لكي لا تُعامَلَ كالماشية
ويَصبغ بالشرْع أخلاقها
فتُصبحُ في قومها داعية
ويُهدي البشارة إنْ أحسنتْ
لترقى بأخلاقها الزاكية
ويُنذِرُ إنْ كان منها الخَطا
ليُنقِذها مِن لظى الهاوية
به البيتُ قام ، ولم يَرتكسْ
وناولَ أسْرته العافية
فإما اهتدى فالحياة زهَتْ
ودَفتْ بأفراحها النادية
وإنْ ضلَّ فالعيشُ مُستنقعٌ
وأنى له النهضة السامية؟
لا يوجد تعليقات.