ثمن المروءة يا عمر - أحمد علي سليمان

أهلُ المروءة يا بُنيّ كِرامُ
وصُوى التفضّل ليس فيه سَوامُ

والشحّ يُزري بالخلائق مثلما
يُزري - بصِيد العالمين - الذام

والجودُ يرفعُ - في الورى - أربابَه
إن الجَوَادَ هو الفتى المِقدام

ثمنُ المروءة يا بُنيّ مُكلِفٌ
وذوو المروءة - في الأنام - عِظام

وأبوك لم يبخلْ ، وإنكَ شاهدٌ
يأبى عليه الطبْعُ والإسلام

وجميعُ مَن هو خصّهم بعطائه
نكِروا الجميل ، وبالمكائد قاموا

وأهينَ مِعطاءٌ ، وأكرمَ مُمسكٌ
وجراحُ هذا الظلم لا تلتام

وجدُوا تكاليفَ المروءة جمّة
فاستمرأوا الخذلانَ وهْو حرام

واستعذبوا هدمَ الإخاء تشفياً
والظلمُ داءٌ - في الأنام - عُقام

وأبوك عانى مِن شناعة مكرهم
وأتتْ عليه - من العُتاة - سِهام

والعُذرُ بعضُ جميلهم وعطائهم
وأبوك - في حرب العُتاة - هُمام

مهما تكلفه المُروءة لم يزل
في كفه الدينارُ والصمصام

© 2025 - موقع الشعر