وإن تطيعوه تهتدوا! (معارضة لأبي الجود) - أحمد علي سليمان

أنا والله لا أرضى بهذا الحال للعُربِ
ولكنْ أبتغي - للناس - كل الخير والحُب

وأرجو الله نصرَ الحق والإسلام مِن قلبي
ولا أرضى بما يجري من التهريج في الغرب

وليس يَروقني الإفراط في التقتيل والحرب
ولا أحنو على قومٍ بما ابتدعوا قلوْا دربي

ويلفحُني لظى الأهواء ، عن بُعد وعن قرب
ويُؤذيني فريقٌ جدَّ في رَسْمي وفي سَبي

ويُحزنني الألى كالوا فظيع الطعن في صحبي
ويُؤلمُني مَن انخدعوا بزيف الشك والريْب

وتجرحُني الرعيّة لم تؤدّ أمانة الرب
ويُقلقني الموظف يكتسي بالزور والكِذب

ويكسر خاطري التلميذ بالتغشيش والنصب
وخالف سُنتي الأستاذ عن تقواه لم يُنب

وجانبَ شِرعتي جيلٌ ثوى في الأكل والشرب
وأعيا القلبَ شرذمة تداوي الوضعَ بالشجب

ألا إني رسولُ الله للأعجام والعُرب
وخيرُ الرسْل قاطبة ، وجئتُ بأفضل الكُتْب

وبايعني - على الإسلام - خيرُ الناس والرّكْب
ومكّن لي المليكُ بهم ، وعاش - على الهُدى- حزبي

وما وهنوا ، وما ضعفوا ، وما عمدوا إلى الحوب
نصِرتُ بهم - يمينَ الله - بالأجناد والرعب

لذا عظموا ، فليس بهم ولو شيء من العَيب
صحابي كالنجوم الزهْر في الأفلاك والسحْب

ومن أزرى بسُمعتهم تمرّغ في دجى الذنب
أقول أجلّ سِيرتهم ، وحسبي خالقي حسبي

سينصرُهم وقد ظلِموا ، ويُعْلي شأنهم ربي
ألا يا أمه التوحيد فانقادي إلى التوب

أقيمي شِرعة الإسلام في ذا المأزق الصعب
ولا تهني ، ولا يُثنيكِ كيدُ الشرق والغرب

© 2024 - موقع الشعر