ما بالُ وجهِكِ فيه الحزنُ يلتهبُ؟
ونبرة الصوت بالإيلام تختضِبُ؟
والجوُّ يعصف بالأوجاع صُبح مسا؟
والحالُ منجدلٌ ، والبيتُ مكتئب؟
رفقاً بنفسكِ ، هذا الضُرُّ منفرجٌ
وحُسنُ ظنكِ بالرحمن يُطلب
أولادُنا أين؟ لا حِسٌ ولا خبرٌ
ولا ضجيجٌ ولا فوضى ولا جَلب
هل يا تُرى صَلوُا العشاء عن رغب؟
وكم يُضيفُ لها الطلاوة الرغب
فقالت الزوجُ: جاعوا ، فاعتذرتُ لهم
إذ لا طعامَ به يُستدفعُ السغب
فرُحتُ مِن حيرتي الشجوى أعَللهم
حتى يناموا ، وقلبي بات ينتحب
ولم يُصَلوا ، وأخشى إن همُ يقِظوا
يُبكيهمُ الجوعُ جوعُ المِعْدة اللهب
فقال: يا (أمَّ جاد الحق) لا تهني
بذي الصلاة يزولُ الجوعُ والنصب
فلتوقظيهم بأمر الله خالقنا
فالخيرُ في طاعة الرحمن يُرتغب
على المهيمن رزقُ الناس أجمعِهم
وبالمعاصي عطاءُ الله يُحتجب
فاستسلمتْ أمُّهم ، والله وفقها
وأيقظتْهم ، فلبي العِترة النجُب
أدَّوا صلاتهمُ ، والجوعُ يَعصِرُهم
ويستبدُّ بهم ، والأكلَ ما طلبوا
وإذ بمائدة مُدَّتْ على عَجل
قبالة الباب فيها اللحمُ والحلب
فيها مِن الرز ما شاءتْ شهيتُهم
فيها الشواءُ وفيها السمنُ والرطب
كانت مقدَّمة لسيدٍ نبهٍ
مِن عِلية القوم ، نِعم الجاهُ والقرَب
وأقسمَ السيدُ المِغوارُ في ملأ
أنْ ليس يأكلُ إذ أودى به الغضب
قال المضيِّفُ أعطي الأكلَ من وقفتْ
ببابه قدَمي إذ عاقها التعب
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.