نفِرُّ مِن الحقيقة دون عُذرِ
وتكشِفنا الثوابتُ بالتحرِّي
ونُظهِرُ للورى ما ليس فينا
وتُهدينا المظاهرُ كلَّ شر
ويَقتلنا الترائي والتجني
ويُوردُنا التكلفُ كلَّ ضَير
نخادعُ بعضنا دون اعتبار
ويَكذبُ جُلنا في كل أمر
وإن الصدق مصدرُ كل عِز
فكم بالصدق نحصدُ كل خير
يُزيلُ الصدقُ غائلة التدني
وصدقُ المرء يَرجَحُ أي هتر
وكم بالصدق كم حُلتْ قضايا
فجَنبتِ الخلائق شر خُسر
وتُلبسُنا الحقيقة ثوبَ مجدٍ
ويُلبسنا التعففُ ثوبَ فخر
لماذا لا نواجهُ كل فردٍ
بحال ذِكرُه يُخزي ويُزري؟
وهل تبقى الزخارفُ كل حين
لتُخفيَ عن فقير قبحَ فقر؟
وهل يُخفي التجمُّلُ شَينَ عَبدٍ؟
وهل يُزري الوضوحُ بزين حُر؟
ألا إن الحقائق لا تُوارى
ويَدريها الذي هو ليس يدري
لديك الشيء قل: عندي ، وواجهْ
وإن يكُ ليس عندك لا تُوَرِّي
وجابهْ بالحقيقة مَن تلاقي
ولا تُخبرْ بشيءٍ ليس يَجري
ولا تكذبْ ، فإن الكذْب عارٌ
وإن وَجد الذي بالطوع يُطري
رأيتُ الصدقَ يَعشقه النشامى
ولا يرضى بصدق أهلُ مَكر
وما من صادق إلا تسامى
وحقق عزة في ظِل نصر
هي الدنيا صِراعٌ ، والبرايا
يَجُوسون الجِلادَ بدون حِذر
ويُفلِحُ صادقٌ يَحتاط دوماً
وفي الهيجا يقومُ بخير دَور
وإني قد بلوتُ الصدقَ دهراً
لذاك صدقتُ في نثري وشعري
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.